نظرية لمبروزو

التفسير البيولوجي للجريمة و الانحراف:

 ( نظرية لمبروزو)

انطلاقات من الفلسفة الوضعية في مجال العلوم الإنسانية عموما تعتبر المدرسة الوضعية نقطة تحول هامة في دراسات علم الإجرام يشكل عام و يقترن بهذه المدرسة ثلاث رواد أساسيين هم (لمبروزو،و جارف الو، و انريكو فيري).

ظهر اهتمام لمبروزو بالمجرمين عام (1864) حيث أثار اهتمامه الوشم الموجود على أجسام بعض الجنود ومدى الفحش الذي يمثله بعض هذا الوشم وقد حاول الربط بين الجنود المجرمين أو غير المجرمين و الوشم على أجسامهم ومن هنا أدرك (لمبروزو) أن الوشم وحده لا يكفي لفهم الطبيعة الإجرامية بل يسعى تحديد سمات الشخص غير الطبيعي و المجرم باستخدام طرق تجريبية مبنية على العلم الوضعي.

وعليه فقد قام (لمبروزو) بفحص نحو أربعمائة جمجمة لمجرمين و بعض المجرمين الأحياء و كان مما أثار انتباهه أثناء تشريحه مجرم يدعى (قليلا)اكتشافه لتجويف في قاع الجمجمة يشبه ذلك التجويف الموجود لدى بعض الحيوانات السفلى كالقردة و الطيور،كما اكتشفت لدى بعض الخصائص الإنسان البدائي في تكوينه الجسماني وقد قتل هذا المجرم حوالي عشرين امرأة بطريقة وحشية واعترف بأنه كان يشرب دماء ضحاياه ثم يقوم بدفن جثثهن في أماكن أعدها لذلك و عليه فان أهم ما اشتهر به (لمبروزو)في وصفة للمجرم هو إمكانية التعرف عليه بواسطة صفاته العضوية الظاهرة كارتداد الجبهة كبر حجم الأنف و طول شحمة الأذن أو انعدامها قلة شعر الرجال  غزارته لدى النساء و غيرها من الأوصاف و القياسات التي كان يعتقد بان أصلها خلقي أوراثي ووصف لمروزووا هؤلاء بأنهم متخلفون بالنسبة لمراحل التطور البشري و قد خلص لمبروزو إلى تقسيم المجرمين إلى خمسة أصناف:

 المجرم بالولادة:و يتميز عن الإنسان العادي من نواحي خلقية و عضوية متنوعة كالاختلاف في حجم و شكل الرأس عن النمط الشائع في السلالة و المنطقة التي ينتمي إليها.

المجرم المجنون:وهو الشخص المصاب بخلل عقلي بفقده التميز بين الشر و الخير و يصنف المجنون و المجرم الصراعي و المجرم السيكوباتي.

المجرم بالعادة:وهو الشخص المصاب بضعف و يرتكب جرائمه تحت تأثير ظروفه الاجتماعية إلى أهمها الاتصال بالمسجونين و إدمان الخمر و الوقوع في البطالة.

المجرم بالصدفة:وهو يرتكب الجريمة بسبب ميل أصيل لديه و إنما لضعف خلقي يلم به مما يوقعه سريعا تحت المؤثرات الخارجية.

المجرم بالعاطفة:وهو الشخص الذي يتسم بحساسية مفرطة تجعله سريع الخضوع للانفعالات العابرة و العواطف المتبنية كالحب، الغضب، الحقد و الغيرة.