السيكودراما الجزء الاول
رائد السيكودراما هو جاكوب ليفي مورينو Jacob Levy Moreno، هاجر إلى الولايات المتحدة
الأميركية حيث طوَّر تجربته ، واُعتُبِرَ أبو المسرح العفوي (التلقائي) كعلاج جماعي او فردي او زوجي .
النشاة:
نشأت السيكودراما من تجارب مورينو في المسرح، إذ فضلاً عن كونِه
طبيبًا نفسيًا ذو خلفية تحليلية ، فقد كان يعشق المسرح و لكن ليس
كالمسرح التقليدي.
لقد ابتكر مورينو نموذجًا من التمثيل يهدف إلى إثارة الإبداع عند
الممثلين حيث كانَت القطعة المسرحية تُبتَكَر في وقت تواجد الممثلين معًا دون تحضير
مسبَق، وذلك انطلاقًا من موضوعٍ ما يُطرَح في اللحظة ذاتِها.
و من هنا أتى ما يُسمَّى بـ"المسرح العفوي"، من
خلال قصة حالةٍ حصلَت في مسرَح العفوي في مختبره ، والتي عُرِفَت في ما بعد بـ"حالة باربَره" Barbara case" " فمن خلال هذه الحالَة
أدركَ مورينو Moreno
القدرة العِلاجية للمسرَح فأعدَّ نظريَّتَه للسيكودراما (المسرحية
النفسية) كعَمَلِ علاجي.
كانَت باربَرَه ممثِّلَة في جمعية مورينو للمسرح العفوي ، وفي الساعَة التي ابتكروا فيها الأدوار، كانَت تتَّخِذ دومًا أدوار المرأة الطيبة و
الهادئة و المحبة . أما جورج وهو متفرِّج معتاد لمسرح العفوي وقع في حب بابَرَه،
وتزوَّجا.
أظهرَت باربَرَهْ في حيتها الزوجية نقيضَ ما كانت تمثِّلُه
على المسرح : فقد كانت غضوبة، وخشِنَة، وشرِسَة ، فبدأ جورج يشعر بالتعاسة، وأفضى بمشاكلِه
الزوجية لمورينو Moreno، وهذا الأخير وَعَدَه بأنه
سيعمَل جهدَه لمساعدتِه. وابتداء من ذلك الوقت طلب مورينو من باربَرَهْ أن تتَّخِذَ
أدوار المرأة الشرسة، ومنذ أن اتخذَت بابره هذه الأدوار، أخذَت تتغيَّر في المنزل الى الاحسن .
ففي كل مرة عندما كانت تبدأ بمشهد
من الغضَب، كانت تتذكَّر الدور الذي قامَت به في الليلَة الماضية على المسرَح، فتأخذ
بالضحِك على نفسِها، وهكذا توصَّلَت إلى تبنِّي نمطٍ آخَر من السلوك.
روى جورج ما حصَل
له مع بربارة ، حينها ادرك مورينو القدرة
العلاجية للمَسرَحَة (إفراغ المشكلة ضمن قالب مسرحي).
اعتبارًا من هنا أخذ كل من جورج
وبابره يحملان إلى خشبة المسرح حكاياتهم الخاصة، وحكايات عائلتيهما الأصل، ومشاهد من
الطفولة، وأحلام، ومشاريع للمستقبل.
كان الحضور يعلِّق أيضًا مع مورينو Moreno كم
كانَت تلك المشاهِد تمسُّهم وتساعِدُهم على التفكُّر والتغيير، وبدءًا من هنا بدأ مورينو
ببناء منظومة السيكودراما كعمل علاجي، مستخدمًا مفاهيم مستوحاة من المسرح.
وهكذا بدأت السيكودراما كعلاج جماعي يساهم فيه الجمهور. وشيئًا فشيئًا أصبحَت
السيكودراما سياقًا وعيادة للعلاج النفسي الفردي . اليوم تُمارِس السيكودراما أسلوبية فردية أو
جماعية في عيادة ولكن بينما السيكودراما هي عمل علاجي نفسي فريد من نوعِه.
ومن الجدير ذكره بأن السيكودراما هي جزء فقط من النظرية المورينية
(نسبة إلى مورينو
Moreno)، وتُدعَى
بالسوسيونوميا ، فالسوسيونوميا هي دراسة القوانين التي تحكم حركة الفئات الاجتماعية.
والسوسيونوميا لديها ثلاثة تفرُّعات.
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر