المخاوف المرضية
من
الحالات الكلاسيكية التي أوردها فرويد
حالة الطفل"هانز" في السن 5 من عمره كان يخاف
من الخيول، كذلك لا يجرؤ على مغادرة منزله، وكشف تحليل فرويد لهذه الحالة أن
"هانز" الصغير عندما كان في السن الثالثة كان مهتما ببعض أجزاء جسمه،
وذات مرة ضبطته أمه متلبسا باللعب بعضوه الذكري، فهددته بأنها ستعمل الترتيبات
اللازمة لقطع هذا العضو واستئصاله إذا استمر في عمل ذلك، وفي سن الرابعة والنصف
قيل عنه أنه في أثناء وجوده في العطلة الصيفية حاول أن يغري أمه بارنا، وفي ذات
مرة ابتعدت أمه عن لمس أعضائه التناسلية وهو يستحم فسألها عن ذلك مستعجبا، وقد
استنتج فرويد من هذا أن "هانز" كان يعاني من دافع جنسي
موجه نحو أمه، وأنه كبت هذا الدافع خوفا من الطرد أو النبذ، وبعد ذلك بحوالي 6
أشهر، ظهرت على "هانز" أول أعراض الفوبيا وبعد ذلك أصبح يخاف من الخروج
حتى لا يعضه الحصان، فافترض فرويد وجود رغبات أوديبية لدى "هانز"
مؤداها التخلص من الأب وإبعاده من معركة المنافسة حتى يخلو له الجو في امتلاك أمه،
فكان موضوع الخوف الحقيقي هو أبوه ولكنه
رمز إلى ذلك بالخوف من الخيل.(Jacques Postel,1998, p574)
وتتجسد المخاوف المرضية بأشياء أو مواقف لا يخاف منها
الكبار الأسوياء، أو يخافون منها بدرجة معقولة ومرهونة لظروفها ولغرض الاحتياط
والتدبر، فوصفت هيلين دويتش المصابين بخواف الأماكن المتسعة: أنهم أفراد
ينمون حالات القلق الشديد إذا تركوا وحدهم في الخلاء، فيتعرضون لكل مظاهر القلق
كإسراع في نبضات القلب، الشعور بأنهم على وشك الانهيار، أو يقعوا في مصيبة لا يمكن
دفعها، فقلقهم قلق حياة أو موت، واعتبر فرويد قلق المخاوف المرضية تبدو غير
معقولة ولا يستطيع المريض أن يفسر معناها، وهذا النوع من القلق يتعلق بشيء خارجي
معين فهو ليس خوفا معقولا، كما أننا لا نجد عادة ما يبرره، وهو ليس خوفا شائعا بين
جميع الناس. (Catherine Chabert et all,1999, p25)
ويعتقد كارل يونغ أن المرض العصابي عبارة عن
محاولة غير ناضجة للتوافق مع الواقع، كما يقول أن الذكريات المكبوتة في اللاشعور
لها دور هام في تكوين العصاب باعتبارها ليست متصلة بالرغبات الجنسية الطفلية.
والشخصية العصابية في نظر
رانك هي تلك التي تكافح ضد أي خطر أو ضغط خارجي، ويعيش الفرد مع نفسه ومع
مجتمعه، وتسيطر عليه مشاعر الخوف من الحياة النابعة من شعوره بالاختلاف والانفصال
عن الآخرين. (كمال الدسوقي،بدون سنة، 279).
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر