التفسير الاجتماعي للجريمة و الانحراف

التفسير الاجتماعي 
للجريمة و الانحراف 

يعتبر غابريال تارد مؤسس  نظرية التقليد حيث ركز اهتمامه و دراساته على اثر العوامل الاجتماعية على عناصر السلوك بشكل عام ، و على السلوك الإجرامي و السلوك الانحرافي بشكل خاص .

تعريف الجريمة - موضوع
فقد ناقض في أفكاره ومبادئه النظرية البيولوجية حيث أكد أن الإنسان لا يولد مجرما لكن البيئة الاجتماعية و ما يتفرع عنها مثل التنشئة الاجتماعية هي التي تبرز السلوك الانحرافي.
   و عليه يمكن القول أن هذه النظرية ، تعتبر أن التقليد هو الشرط الأساسي لتعلم السلوك  ، و أن الفرد يقلد السلوك الإجرامي و الانحرافي و أن البيئة هي التي تعزز هذا النمط السلوكي إذا كانت فاسدة أو منحلة.
    و أن قانون التقليد حسب وجهة نظر تارد له ثلاثة أنماط.
ـ كلما كان اختلاط الأفراد يبعضهم أكثر يزداد تعلمهم، لذا فان التقليد في المدينة يكون أوسع نطاقا و اكبر منه في غير المدينة نتيجة الاختلاط.
ـ يلعب الدور الاجتماعي اثر كبيرا في عملية التقليد فمن الملاحظ أن الطبقات الأقل حظا أو الدنيا تقلد الطبقات الراقية الميسورة.
ـ النمط الثالث فهو التداخل ، و يعني انه إذا وجدت وسيلتان أو نمطان مختلفان فإن الفرد يلجأ إلى احدهما أو كليهما من اجل الوصول إلى هدف معين.

يعتبر العالم الأمريكي ( سندرلا ند) و الملقب بعميد مدرسة علم الإجرام و مؤسس نظرية المخالطة الفارقة قد أثرت آراؤه و أفكاره كثيرا على علماء الاجتماع خاصة بعد صدور كتابه أسس علم الإجرام.
   تشير هذه النظرية إلى أن اختلاط الفرد بغيره يكون بكيفية متباينة كما أن المعايير تتباين و تختلف من فرد لأخر في تحديد المعاني التي تدفع و تسبب أي نوع من السلوك سواء كان سلبيا أو ايجابيا ،و أن هذا الاختلاف يعود سببه إلى اختلاف التنشئة الاجتماعية و التعلم بالتلقين و كذلك التربية.
ـ السلوك الإجرامي ينشا عن طريق التعلم و ليس عن طريق الوراثة.
ـ السلوك الإجرامي يتم في ظل التفاعل المتبادل.
ـ يتعلم الفرد الجزء الرئيسي من السلوك الإجرامي من الجماعة التي يتعامل معها.
ـ يتعلم الفرد وسائل ارتكاب الجريمة و توجيه ميوله و دوافعه نحو الانحراف.
ـ يتم تعلم تكوين الاتجاه الخاص بالدوافع و الميول من خلال الشلة أو الصحبة.
ـ لا ينحرف الفرد إلا عندما يعمل موازنة بين الأفراد التي تفضل التمرد على القوانين و الآراء التي تحترم و تلتزم بالقوانين المعية.
ـ تختلف المخالطة الفارقة من حيث الاستمرار و التكرار و الأولوية و الأسبقية و الشدة.
ـ عملية تعلم السلوك الإجرامي تتم من خلال أولويات عمليات التعلم العادي و ليس من خلال عملية التقليد.
ـ السلوك الإجرامي يعبر عن احتياجات الفرد و قيمه إلا انه لا يفسر بناءا على هذه الاحتياجات.
   و لقد حاول وضع نظرية تفسر السلوك الجانح بشكل متكامل إذ انه لم يكن راضيا قط على دراسات العوامل السائدة، فهي في رأيه ليست نوعية ( أي أنها لا تقتصر على السلوك الجانح) فالفقر و المرض و تفكك الأسرة....... الخ قد يؤدي إلى الانحراف و لكنها ليست خاصة به، و لذلك يجب تجاوزها و لقد أراد وضع تفسير نظري للانحراف يملك نفس خصائص النظريات العلمية الموجودة في مجالات أخرى.
   و يجب أن تتوفر لهذا التفسير في رأيه شروط سببية تكون دائما حاضرة عندما يحدث الانحراف و غائبة عندما لا يكون هناك انحراف و قيمة هذا التفسير هي في تشجيع و تبسيط و توجيه الأبحاث الجنائية في نفس الوقت يقدم فيه إطارا يسمح بفهم و تحديد قيمة المعلومات المتوفرة حالي في هذا الميدان.
شرح نظرية رابطة التفاضلية ساذرلاند

Comments

Popular posts from this blog

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

المحتوى الكامن والمحتوى الظاهر للوحات الرورشاخ

السيكودراما الجزء الاول

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

اختبار الرورشاخ 01

السيكودراما ؟

المسرحية النفسية

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)

مقياس علم النفس المدرسي الجزء الاول