مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

مراحل تحليل الرائز

- مراحل تحليل الرائز:

يمر تحليل رائز تفهم الموضوع بمرحلتين أساسيتين تساعدان في تشخيص الحالة و بناء فرضية حول نمط التوظيف النفسي الخاص بالحالة ، ففي المرحلة الأولى يتطرق المطبق إلى التحليل لوحة بلوحة ، أما في المرحلة الثانية فيلجا إلى تحليل البروتوكول في شكله العام ، و كل واحدة من المراحل تنقسم إلى مرحلات جزئية كما سنقدم ذلك فيما يلي :

- التحليل لوحة بلوحة :

في هذه المرحلة نقوم باستخراج و تحديد السياقات الدفاعية المبلورة في نسيج القصة بالنسبة لكل لوحة و يتم ذلك بتوظيف شبكة التحليل و الفرز ثم نستخرج الإشكالية بالنسبة لكل لوحة كما أدركها المفحوص.

- السياقات الدفاعية المبلورة:

"و هي الأساليب المستخدمة في بناء القصة و المماثلة للأساليب الدفاعية الدالة  على السير الإنساني و التي تؤدي إلى ضبط الصراع الغريزي (F. BRELET 1986,) و نميز أربع سلاسل واردة ضمن شبكة التحليل ، نقدمها كما يلي :

- السلسلة : A

" تعبر عن الصلابة و تعتمد على الإدراك الموضوعي للمادة كدفاع ضد بروز عوامل ذاتية ،" يظهر الصراع في السلسلة A في شكل فكرة تحمل تعبيرا عن الرغبة او الدفاع .

كما تعبر السلسة A عن الصراع النفسي الداخلي و نميز فيها جزأين هما A2 ،A1 ،حيث يعتبر الجزءA1  " أسلوبا معبرا عن إمكانية التخرج عند الفرد من الوضعية الصراعية ، و يدل على قدرة الفرد على التكيف في الحياة (ن شرادي 1997 ص 229) أما ظهور بنود من النوع A2، فيدل على التمسك بالمحتوى الظاهري لمادة الاختبار منعا للهوامات من التدفق.

- السلسلــــــة: B

في هذه السلسلة نجد سياقات دفاعية خاصة بالمرونة و " استعمالها يدل على بناء علاقات بين الأشخاص، و التي تبين المواجهة بين أركان الجهاز النفسي (C CHABERT .1998) ،إذن ظهور سياقات المرونة في البروتوكول يدل على التحرر من الوضعية الصراعية و التكيف ، و تنقسم بنود السلسلة B  إلى جزأين هما B2، B1 ورود الأساليب من النوع B1 في البروتوكول يعكس تمكن المفحوص و توفيقه في التحرر من الصراع و كذلك تكيفه الجيد في الحياة ، أي ظهور الأساليب من النوع B1 يعبر عن" تصورات مرتبطة بالعاطفة ، و ارصان صراعات على المستوى العقلي "(ن شرادي 1997 ص 232 ) بينما ظهور الأساليب من النوع B2 فهو كظهور الأساليب A2 يرجع لحجز و كبت الهوامات و فقر التصورات أيضا و الذي يتجلى من خلال التمسك بالمحتوى الظاهري " تبعث بنود السلسلتين B ،  A   على إن أساليب ارصان القصة يمكن إن تكون ضمن آليات دفاع عصابية (كالكبت بشكل خاص) و هو دليل على وجود صراع نفسي داخلي و دفاع بين أركان الجهاز النفسي مما يفرض وجود عالم داخلي مختلف عن العالم  الخارجي (C CHABERT , 1998 p 85)) أي هناك من أساليب الرقابة A و المرونة B التي تعبر على تكيف الفرد في الحياة و تفسر تحرره من وضعية الصراع B1، A1 و هناك الأساليب A2 و B2 التي تعكس التمسك بالمحتوى الظاهري و فرض رقابة ضد بروز الهوامات.

- السلسلة C:

 أساليب هذه السلسلة و سياقاتها تتناول ميكانيزمات تجنب الصراع و الكف (V SHENTOUB, 1990 p70) ، نجد هذا النوع من أساليب الارصان عند "نسج قصص لاصراعية غريزية تجنبا للصراع في شكل الكف و الاختصار (F. BRELET, 1989 p 34) أي عند نسيج قصص خالية من الصراع و تميل إلى الاختصار و تنقسم بنود السلسلة C إلى خمسة أجزاء كما يلي :

- أساليب الكف المخاوفية: C/P

" تكشف عن تهيؤات مخاوفية حيث يغلب التجنب و الهروب وجودها مع بنود السلسلتين B ،A  ينبئ بالطبيعة العصابية للصراع ، هنا تحتفظ القصة ببعض هذا النوع لدى أفراد يتميزون بنمط توظيف فوبي فيتجنبون الصراع باللجوء لهذا النوع من أساليب الكف .

- أساليب الكف النرجسية C/N

تعود لأساليب نرجسية في التوظيف النفسي خاصة الاستثمار الكبير للقطبية النرجسية للتصور، هنا الجسد لا يستثمر الإغراء لكن للاتصال و إنتاج معنى (IBID p 70) تخص هذه الأساليب الأفراد الذين يتميزون بنمط توظيف نفسي نرجسي.

- أساليب الكـف التعاضمية C/M

تعود سياقات هذا الجزء إلى آليات ذات نمط عظامي في الدفاع ضد الاكتئاب " و هذا و من خلال استعمال أساليب الكف التعاضمية فان البعض يبحث عن تفريغ التصورات و الانفعالات الاكتئابية في حين أن البعض الأخر يستثمرها في البحث عن السند" إذن يظهر هذا النوع من أساليب الكف عند الأفراد الذين يحاولون التعبير عن الانفعالات اكتئابية و التخلص منها او لدى الأفراد الذين يبحثون عن مساعدة و سند.

- أساليب الكف الجسميةC/C:

" تشمل التصرفات (المقصودة) التي يقصد بها المفحوص اللجوء إلى سلوكيات ما ، هذه السلوكيات قد تكون مرتبطة بصعوبة مؤقتة او مستمرة في عمل الإنتاج النفسي و نميز نوعين من التصرفات  المقصودة بعضها تعبيرات في العلاقة مع الفاحص عن خيال و تصور في سياق التفكير الأساسي في نسيج القصة و البعض الآخر يبحث فقط عن التفريغ و خفض الإثارة و الضغط

 (SHENTOUB, 1990)  يظهر تجنب الصراع و الهروب منه من خلال الحركات الصادرة عن المفحوص.

- أساليب الكـف الواقعية C/F

قام بتفريغها ديبري (DEBRAY) في 1978 ، الكف هنا لا يرتبط بالية الكبت التي تظهر بعودة المكبوت و القلق غائب ظاهريا المثير يوظف كأداة للواقع لا كمصدر إعادة تنشيط خيالي او تصوري ، هنا يكون التركيز على أدوات العالم الخارجي ، الواقع و الحياة اليومية خاص و الأفكار التي تأتي مكان العالم الخارجي المدمر هنا يحاول المفحوص الهروب من مواجهة الصراع و تجنبه بالتمسك بالواقع و التركيز عليه .

- السلسلة E

" تجمع أنماط تفكير مشبعة بالأساليب الأولية، بعضها يترجم توظيفا اكبر للتصورات القديمة و هي لا تدل على حالة مرضية بالضرورة ـ ظهورها بقدر ضئيل متوقع أما كثرتها فنشير إلى حالة أكثر مرضية

ظهور الأساليب الأولية في البروتوكول لا يملك تفسيرا واحدا في التشخيص ، و إنما يختلف ذلك حسب ظهوره و حسب ارتباطه أيضا بأساليب الارصان الأخرى لباقي السلاسل  يمكن أن تظهر هذه الأساليب عند الأفراد العاديين بقدر ضئيل لكن كثرتها في البروتوكول تشير إلى حالة مرضية، بعد تحديد السياقات المبلورة في القصة بالنسبة لكل لوحة تحدد الإشكالية بالنسبة لكل لوحة أيضا. و كيف تناولها المفحوص و تعامل معها أيضا .

- استخراج إشكالية اللوحات:

في التحليل لوحة بلوحة تجدر " معرفة كيفية تناول المفحوص للمحتوى الكامن للمادة ، إلى أي لائحة صراع يعود، و أن كان ما يتطرق إليه المفحوص على علاقة بما يحرضه المحتوى الكامن للمادة ، إذن يطلب في هذه المرحلة تحليل و معرفة المحتوى الكامن لكل قصة يسردها المفحوص و مواجهتها و مقارنتها بالمحتوى الكامن الذي تحرضه مادة الاختبار . و بالتالي تحديد إشكالية كل لوحة " يسمح بالأخذ بعين الاعتبار اختلاف التنظيمات الدفاعية ووضع فرضيات حول نمط التوظيف النفسي للمفحوص (SHENTOUB, 1990)  و هي أخر مرحلة في التحليل لوحة بلوحة لننتقل بعد ذلك إلى التحليل  المجمل للبروتوكول الذي يسبقه مباشرة ، تقديم شبكة الفرز الخاصة بالحالة أو المفحوص و التي تحتوي مجموع الأساليب او السياقات الواردة في  بروتوكول الحالة في مجملها.

و كذلك السياقات الواردة بالنسبة لكل سلسلة و مجموعها  أيضا ، و قد اعتمد في هذا البحث على شبكة الفرز لسنة 1990 كونها تخدم  موضوعنا ، و لأنها تعطينا  فكرة أدق فيما يتعلق بالحياة النفسية للشباب المرشحين للهجرة السرية  بناء على البنود المختلفة الموجودة  على مستوى الشبكتين و اعتبارها الشبكة المعتمدة من طرف جمعية علم النفس للجزائر العاصمة (A P A ) .