الانفعالات (القلق)



القلق


كلنا يعرف معنى القلق و لا شك أحس به عندما تقدم لوظيفة أو امتحان أو مقابلة هامة، أو شخص تعطلت مكابح سيارته و هو يقودها بأقصى سرعة، أو شخص صوب لص مسدسه إلى رأسه. مما تقدم يتضح أن القلق هو أحد الانفعالات الأساسية في تكوين النفس الإنسانية. القلق إذن ظاهرة صحية و إيجابية في حدودها المعتدلة لأنه يدفع الإنسان نحو العمل لدفع الأخطار المحتملة التي يتعرض لها في صراعه مع الحياة و يساعده في الحفاظ على ذاته  والنجاح في مسيرته الحياتية. لكن إذا ازدادت درجة القلق واستمر دون سبب واضح أو معقول يصبح القلق مرضيا.أي نكون أمام اضطراب القلق.أو ما يعرف باسم عصاب القلق الذي يجعل الشخص عاجزا عن أن ينام أو يأكل أو يتصرف في الحياة كما ينبغي، و قد تزداد حالته سوءا حتى تفسد عليه توافقه الاجتماعي و الوظيفي و العائلي.
بعض التعاريف:
ذكر عويضه (1996) أن القلق ليس مجرد ظاهرة بل نجده يدخل في معظم الاضطرابات النفسية و يعرفه بأنه:  »حالة نفسية من التوتر الانفعالي تصحبها اضطرابات فيزيولوجية مختلفة، تحدث حينما يشعر الفرد بوجود خطر يتهدده « (عويضه، 1996، ص: 25)
و عرفه حامد زهران (2005): » القلق هو مركب انفعالي من الخوف المستمر، المتضمن تهديدا متوقعا أو متخيلا لكيان الفرد الجسمي أو النفسي، دون مثير ظاهر «  (حامد زهران، 2005، ص: 421)
 و يضيف حامد زهران أن حالة التوتر المميزة للقلق تصاحبها أعراض نفسية جسمية، و يكون المريض و كـأن لسان حاله يقول: » أشعر بمصيبة قادمة « ، و يضيف بأن القلق غالبا ما يكون عرضا لبعض الاضطرابات النفسية، إلا أن حالة القلق قد تغلب فتصبح هي نفسها اضطرابا نفسيا أساسيا وهذا هو ما يعرف باسم: » عصاب القلق «  أو » القلق العصابي «  أو » رد فعل القلق«  و هو أشيع حالات العصاب. (نفس المرجع السابق، ص: 484)
و ذكر الحفني (2003):  » يسمي البعض القلق بالعملية الأساسية قي تشكيل أي عصاب، فهو الزخم الأول الذي يزدحم على المريض ثم يتشكل عصابا وسواسيا قهريا أو تحوليا أو اكتئابيا أو خوافيا. و يطلقون عليه لهذا السبب إسم: العصاب النفسي الأساسي «  (الحفني، 2003، المجلد 01، ص: 78).
و يقول الحفني (2003) أن البعض يميزون بين استجابة القلق العادي و الاستجابة المرضية، فيقصرون القلق على هذه الحالة التي نبديها جميعا إزاء المواقف الضاغطة و التي تعتبر دليل انفعالية سليمة، و يطلقون مصطلح » الحصر «  على الحالة الثانية المرضية، و الحصر في اللغة هو الضيق و الشدة. (الحفني، 2003، المجلد02، ص: 144)
 الاتفعالات ذات الصلة بالقلق:
ورد في تعريف القلق أنه » مركب انفعالي « ، فهو يحمل صفة الخوف أو الحزن أو الغضب لكنه يختلف عنهم في نفس الوقت و لتوضيح ذلك سوف نتناول أهم الانفعالات ذات الصلة باضطراب القلق مثل : التوتر و الخوف و الغضب و الحزن. لكن قبل ذلك سوف نتطرق إلى تعريف مصطلح الانفعال بحد ذاته و الاضطراب الانفعالي.
الانفعال و الاضطراب الانفعالي:
يعرف حامد زهران (2005) الانفعال بأنه: » حالة شعورية مركبة يصاحبها نشاط جسمي و فيزيولوجي مُمَيّز «  أما الاضطراب الانفعالي فيعرفه بأنه: » حالة تكون فيها ردود الفعل الانفعالية غير مناسبة لمثيرها بالزيادة أو بالنقصان. «  (حامد زهران، 2005، ص: 420).
و نضيف أن ردود الفعل الانفعالية قد تحدث دون وجود مثير كما خو الحال في اضطراب القلق.
 التوتر
  يعرفه حامد زهران (2005) التوتر بأنه: » شعور ذاتي بعدم الرضا و عدم الراحة، و يتميز الشخص المتوتر بالتململ و الارتجاف و الصداع و سرعة الحركة. «  (حامد زهران، 2005، ص: 422)
 الغضب
يعرفه حامد زهران (2005) الغضب بأنه: »وسيلة للتعامل مع البيئة المهددة، و يتضمن استجابات طارئة و سلوكا مضادا لمثيرات التهديد، و يصاحبه تغيرات فيزيولوجية لإعداد الفرد لسلوك يتناسب و الموقف المهدد. «  (حامد زهران، 2005، ص: 421)
و نشير إلى أن وجه الاختلاف بين عصاب القلق و انفعال الغضب هو أولا في وجود موضوع خارجي مهدد و ثانيا في تناسب الاستجابة الانفعالية و السلوكية مع الموقف. فالقلق يعرف عموما بأنه » خوف دون موضوع « .
 الحزن
يذكر عويضة (1996) أن الفارق بين هذين الانفعالين هو أن القلق يدعو إلى الحركة و الفعل في حين أن الحزن يدعو إلى السكون و الانسحاب (عويضة، 1996، ص: 25)
 الخوف
يكمن الفرق بين القلق و الخوف حسب عويضة (1996) في النقاط التالية:
·       موضوع الخوف معروف و محدد من قبل الشخص و هو شيء خارجي، أما الموضوع في القلق فهو غامض و غير موجود أو غير محدد في العالم الخارجي.
·       الخوف يتناسب مع الموقف (الموضوع) أما القلق فشدته غير متناسبة مع الموقف و تكون غالبا أكثر شدة و أطول مدة و بقاء.
·       القلق يجعل الشخص يشعر بالعجز أما في الخوف فإن الشخص يستطيع غالبا مواجهة الموقف (بالهجوم أو بالهرب).
·       الآثار الفيزيولوجية تكون أشد و أعظم في حالة القلق منها في حالة الخوف (عويضة، 1996، ص ص: 25-26).

Comments

Popular posts from this blog

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

اختبار الرورشاخ 01

الاشاعة و سيكولوجية الجماهير

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

البنية النفسية حسب بارجوري

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

عادل إمام و بلاجيا الأفلام الأجنبية

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)

ملخص العلاجات النفسية المنشور 05

التفسير الاجتماعي للجريمة و الانحراف