نظرية الإحباط

نظرية الإحباط لجون دولاروميلر

لقد قدمت هذه النظرية بعض مفاهيم الشخصية وحاولت تطويرها بمبادئ التعلم السلوكي، فالعصاب على سبيل المثال ينشأ على اعتبار انه سلوك غير متوافق يكتسبه الطفل أثناء عملية التنشئة الاجتماعية.

فالعدوان و الجريمة  بكل أنواعها من أشهر الاستجابات التي تتأثر في الموقف الإحباطي و يشمل العدوان البدني اللفظي حيث يتجه العدوان غالبا نحو مصدر الإحباط، فعندما يحيط الفرد عدوانه إلى الموضوع الذي يدركه كمصدر لإحباطه يحدث ذلك بهدف إزالة المصدر أو التغلب عليه أو كرد فعل انفعالي للضيق و التوتر المصاحب للإحباط.     

كذلك ذهب أصحاب هذه النظرية إلى أن الفرد عندما يتم تعرضه للإحباط و تكون كل المخارج الممكنة للعدوان مسدودة فان العدوان قد يستدير ليتجه نحو الذات في صورة كراهية للذات أو نقد للذات أو انتحار.

   هنا نلاحظ أن شدة الإحباط تعمل على دفع الفرد المحبط إلى الانتقام من الموضوع المحبط إما في البيت كل من الأولياء إذا كانوا سببا في الإحباط والمدرسة إذا كان مثلا المعلم أو الإدارة سبب في منع الفرد من تحقيق ما يسعى إليه من أهداف أو غيرها من المجالات الأخرى و إذا واجه الفرد المحيط بموانع  ( Obstacles)  فانه سيوجه العدوان و الانتقام نحو ذاته وذلك إما باللجوء كما لاحظنا عند البعض الذين يحرقون بعض الأماكن من أجسادهم باستعمال السجائر أو الوشم المفرط أو الوصول إلى الانتحار و هو أخر حل يلجئون إليه.

 أما (ميل) فقد ذهب إلى ابعد من هذا في تفسيره للعدوان حيث نجده يؤكد على وجود العديد من الاستجابات نتيجة للاحباطات و ليس بالضرورة أن تكون على شكل تعدي على الآخرين بل يمكن أن الاستجابة تكون الاغتراب الانطواء على الذات ،الاكتئاب و تهميش النفس.