التكوين الإجرامي

نظرية( دي توليو )

 في التكوين الإجرامي:

 

يرى (دي تيليو) أن الجريمة صراع بين مقومات الحياة الاجتماعية و بين الدوافع الغريزية الفردية حيث تغلبت الأنانية الشريرة على قوة الردع المستمدة من البيئة و القيم الاجتماعية.

 ويعطي مثالا على ذلك فيشبه السلوك الإجرامي بالمرض فكما أن إصابة الجسم بالمرض ترجع إلى ضعف مقاومته للجراثيم و نفس الشيء بالنسبة إلى الجريمة التي يتوقف ارتكابها على ضعف التكيف مع مقتضيات الحياة الاجتماعية و ذلك نتيجة خلل عضوي و نفسي يتمثل في الاستعداد الإجرامي وعدم التكيف مع البيئة الاجتماعية  و يشير( دي تيليو) إلى بعض أسباب و عوامل عدم القابلية للتكيف مع البيئة الاجتماعية فيرجعها إلى نوعين.

النوع الأول: عوامل مصدرها النمو العاطفي المحبب للشخص بسبب ظروف داخلية تتصل بطاقته الغريزية و مايصاحب ذلك من عدم تقبل هذا الشخص للقيم الاجتماعية المكتسبة و التوافق مع الأنماط الاجتماعية السائدة .

النوع الثاني: فيرجعه إلى العيوب الجسمانية الناجمة عن الوراثة أو الهرمونات أو التهاب المخ ،الأمر الذي سيؤدي إلى خلق شخصية سيكوباتية  لا يوجد لديها القابلية للتوافق مع المجتمع بأي حال.

و يقسم (دي تليو)التكوين أو الاستعداد الإجرامي إلى قسمين الأول أصيل أو تكوين و يكون مصدره الخلل في التكوين العصبي و النفسي بحيث يجعل ممن يتوفر فيه مثل هذا الخلل ميلا فطريا وهذا النوع من الاستعداد الإجرامي يقف وراء الكثير من الجرائم الاعتياد ومن ثمة احتراف الإجرام عموما ويطلق عليهم المجرمون بالتكوين و الثاني الاعتداد الإجرامي العضوي فيرجع أساسا إلى عوامل شخصية و عوامل اجتماعية تضعف بسببها مقاومة الشخص لرغباته و مشاعره فيندفع وقتيا إلى ارتكاب الجريمة مثل ضعف السيطرة على مشاعر الحقد و الغيرة وهذا الاستعداد العارض يمثل مصدرا بالنسبة للجرائم غير الخطرة و يطلقون عليها اسم العرضيون.

 و لهذا نجده يمر بين صورتين رئيسيتين للاستعداد الإجرامي الأولى مرضية و هي نتيجة عوامل فردية و جماعية أقوى من قدرة الجاني على ضبط مشاعره و بذلك فتحرك عوامل الجريمة لديه ومن أنواعها الحقد و الغيرة، أما الثانية فتجسد في تكوين الإنسان و تتركز في جانبي التكوين العضوي و النفسي للشخصية الفردية وهذا ما يطلق عليه (دي تيليو) الاستعداد الأصيل للإجرام المنبعث عن شخصية الجاني و الذي يمثل مصدرا للجرائم الخطيرة.