الاشاعة و سيكولوجية الجماهير

الشائعات ج 2
v  شائعــات الفرقة و دق الاسفين : تهدف إلى تحقيق الفرقة بين الجماعات المتحالفة و تقلب الأفراد على بعضهم البعض وتهتم موضوعاتها بالفشل، اتهام بالخيانة وعدم الولاء .
v  شائعـات التفتيت :في هذا النوع تختلط الاشاعات المتفائلة والمتشائمة تجاه موضوع هام معين مما يدمر القوى المعنوية للافراد وتفتيتها فتدب الحيرة و القلق وعدم التميز بينما هوصادق و ماهو كاذب فيزداد الشك وعدم الثقة .
v  شائعــات التمويه: تعمل هذه الإشاعة على تشتيت التفكير و إحالته دون معرفة أسرار الحقيقة هذا يتسرب أخبار كاذبة تجعل من المشاع إليه في جو من اضطراب.وهذه الإشاعات لها علاقة بالإشاعات الغاطسة بحيث يقوم على تشويه شخصية وصورة الزعماء.

v  شائعــات الذكـرى: وهي تلك الإشاعات التي يريد مروجوها بقائها في أذهان الرأي كتلك الشائعات التي يروجها اليهود عن مآسي *هلوكوست  *من حين لأخر يحيونها في كي تبقى راسخة في أذهان الجمهور.
سيكولوجية الإشاعة
والشائعة من المنطلق السيكولوجي هي عبارة عن أقوال او أخبار او أحاديث يخلقها البعض لأغراض خبيثة و تناقلها الناس بحسن النية , دون التثبت من صحتها والتأكد من صدقها فهي تنتقل عن طريق الدردشة او الثرثرة غير المقصودة في شكل قصص او روايات ليس لها أي أساس من الصحة و لكنها قابله للتصديق مسببه حالة من التوتر والقلق.
فيشير العالم ليون فستنجر في نظرية التنافر المعرفي في قوله ان استقبال الأفراد أو الجماعة لمعلومات غامضة أو غير كافية أو غير مناسبة أو متناقضة تخلق لديهم حالة من مظاهر سوء الإدراك والفهم لمجريات الأحداث مسببة حالة من الارتباك والفوضى بحيث تبدأ الشائعة على شكل خبر ذو أهمية خاصة لدى جماعة من الناس في ظل ظروف من الغموض والالتباس وفي حالة من التوجس والخوف من حدوث شيء ما بشرط ان تعبر الإشاعة عن القلق الحبيس وان تكون منفذا للتفريغ.
يعتمد جزئيا على نظرية الجيشتالت في علم النفس. التي تؤكد على أن الإدراك الحسي للأشياء ينحو دائما نحو البساطة والانتظام والإحساس بالاكتمال. وبأن الشائعات تنبثق لتشرح المواقف المميزة التي تهمنا ولتريحنا من توتر الحيرة.
و هناك متغيرات أخرى بالإضافة إلى الأهمية والغموض تؤثر على منشأ الشائعات ودوامها. فقد قامت الدارسة في علم النفس الاجتماعي سوزان انطوني،في كلية ثمالوديت في واشنطن، بإحدى هذه الدراسات. وهي قامت مؤخرا باختبار الفكرة المتضمنة في إحدى نظريات كارل يونغ والتي تقول: " إن الإثارة العاطفية ضرورية لاستمرار حياة الشائعة ". وقد أجرت أنطواني اختبارا قياسيا في القلق المزمن لعدد من الطلاب الثانويين في فيلادلفيا، وعلى أساس نتائج الاختبار قامت باختيار الطلاب الذين كانوا يتميزون إما بدرجة عالية من القلق أو بالهدوء النسبي. ثم اختارت بضعة طلاب من كل نوع وأخضعتهم لمقابلة مع مرشد توجيهي للتحدث حول النوادي التي كانوا ينتمون إليها. وخلال تلك المقابلة قام المرشد ،بطلب من الباحثة، بإطلاق شائعة تقول بأن صعوبات مالية قد تجبر النوادي على وضع حد لبعض أنشطتها ثم ذهب المرشد بعد ذلك تاركاً الطلاب مع أعضاء آخرين في النوادي .
عندما سئل الطلاب فيما بعد إذا كانوا قد ناقشوا الشائعة فيما بينهم وجدت انطوني أن الطلاب ذوي الدرجة العالية من القلق نشروا الشائعة بحماس أكثر كثيرا مما فعله الطلاب الآمنون .
وقد قام الباحث روسنو بالعمل مع أنطوني والعالمة النفسية ماريان جايفر بييريان من مدرسة لندن لاقتصاد في تجربة كان من شأنها أن أثبتت ووسعت ما اكتشفته أنطوني في تجربتها. وقام هؤلاء بإجراء دراسة على ثمانية صفوف في الكلية فنشروا شائعة تقول إن طلاباً في صفوف أخرى قد ضبطوا وهم يدخنون الماريجوانا في امتحان نهائي.
وكانوا قد قاموا قبل بضعة أيام بقياس درجات القلق المزمن عند الطلاب متبعين المثل الذي وضعته أنطوني في تجربتها السابقة، وبعد أسبوع سأل الطلاب إذا ما كانوا قد نشروا القصة.
وكانت النتائج التي توصل إليها الباحثون بالإضافة إلى الأبحاث التي نشرت في كتاب ( الشائعة والقيل والقال، وعلم النفس الاجتماعي والشائعة ) الذي ألفه روسنو بالاشتراك مع العالم الاجتماعي غاري ألان) إن هذه الأبحاث تدعم النظرية التي تقول إن الشائعة تنتج عن الامتزاج الأقصى بين الحيرة والقلق. وباختصار، فإن الشائعة تعيش إما لتحقيق الحاجات والتوقعات التي أثارتها حتى ينخفض مستوى القلق.
دوافع نشر الأفراد للشائعة
v  جذب الانتباه:أي جذب الانتباه إلى شخص المتكلم نفسه فيقوم بإلقاء الشائعة واضعا في الاعتبار رفع مكانته في عيون الآخرين أو يقول (إني اعرف شيئا أنت لا تعرفه ).
v  الإسقاط :حيث يشعر الفرد عندما يقوم بنقل الشائعة أنها تبعده عن المخاوف و نجده يسيطر عليها وتتسم هذه الشائعة بالطابع العدائي وتتسم بالغموض وعدم الوضوح ومثال على ذلك الشائعات التي ظهرت أثناء الحرب العالمية الثانية والذي اتسم بطابعه العدائي ضد اليهود ومكتب التسعيرة و الزنوج ورجال البحرية .

v  العــدوان: فيقوم الشخص في موقف من المواقف ونتيجة لعلاقات معينة بينه وبين شخص أخر بنشر شائعة ضد هذا الشخص وذلك قصد إيقاع الأذى بسمعة الشخص الأخر.
v  بعث الثقـة و الاطمئنان في النفس:وفي ذلك يقوم ناشر الشائعة بترديدها بهدف إشراك غيره في مقاسمته حمل العبء في اكتساب عطف الآخرين.
v  تقديــم المعروف و الجميـل:كذلك قد تنقل الشائعة من شخص إلى آخر بهدف تقديم المجاملة الودية لو لعمل جميل إلى السامع.
v  الميل إلى التوقـع أو الاستباق:إذ تبلغ الشائعة ذروتها عندما يكون المرء متوقعا شيئا خطيرا بعد طول انتظار.
  
المراجع:
- عويضة،محمد. علم النفس الإشاعة.بيروت: دار الكتب العلمية،1996.
- إحدادن،زهير. مدخل لعلوم الإعلام و الاتصال. الجزائر:ديوان
المطبوعات الجامعية،1991.
- فتحي عكاشة و شفيق زكي، علم النفس الاجتماعي.الإسكندرية:المكتب
الجامعي الحديث،1997

Comments

Popular posts from this blog

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

اختبار الرورشاخ 01

السينما و الأمراض العقلية فيلم المعتوه

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

البنية النفسية حسب بارجوري

نظرية التعلم البنائية المعرفية لجان بياجيه

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

عادل إمام و بلاجيا الأفلام الأجنبية

السيكودراما ؟

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)