سير جلسة السايكدراما الجزء الثالث
سير الجلسة
1.
الإحماء
أو (التدريب)، وهي حشد الجماعة لكي يظهَر بطل وموضوع، ويتحضَّر السيناريو، والمَسرَحَة،
أو في حالة العلاج الفردي، كي يظهَر الموضوع، المفحوص يتحضَّر للمَسْرَحَة، ويحضِّر
السيناريو.
2.
المَسْرَحَة،
وهي تمثيل المشهَد أو الموضوع الذي جلَبَه البطل أو تقدِّم الجماعَة كلها المشكلة في
السيناريو.
3.
المشارَكَة،
وهي اللحظة التي يعلِّق فيها كل مشارِك للجماعة من الحضور كيف تأثَّر من خلال المشاهِد
الحيَّة في المسْرَحَة، وكيف تندرِج دراما الآخَر في مُعَايَشَتِه لها، وأيضًا اللحظة
التي يتبصَّر فيها البطَل حول ما عاش في المشهَد، ويقوم بنقل ما عاشَه في السياق الدرامي
إلى السياقات الجماعية والاجتماعية.
النتيجة ؟
يرى مورينو Moreno الكائن الإنساني على أنه كائن
دينامي ، قادِر على العفوية، والإبداع. فلأجل العفوية نفهَم الإمكانية التي تجري في
الحاضِر أي الآن وهنا، دافعًا بذلك الفرد إلى الأمام لإعطاء استجابة لائقة لظرف جديد
أو استجابة جديدة ولائقة أيضًا بالنسبة لحالةٍ معروفة سابقًا.
وتلعب الاستجابة الملائمة
من خلال واقع أن الاستجابة تتيح الخير العام. ويرى مورينو Moreno كل كائن إنساني على أنه شريك بالمسؤولية
تجاه الآخَرين جميعهم، وعن وَسَطِه المحيط (بيئته)، وعن الكون كله، كما أنه قادِر على
وضع نفسِه في مكان الآخَر، وأن يعيش مع الآخَر لقاءً وجوديًا. وعلى هذا النحو فلدى
العلاج السيكودرامي كهدَف تنمية العفوية والإبداع، وإدراك ذاته والآخَر، والمجتمَع،
والمسؤولية عن الإنسان لذاتِه، ولأجل الآخَرين، وقدرتِه على وضع نفسِه في مكانِ الآخَر،
ومعايِشة صدمات هذا الآخَر.
اوجه اختلاف في منهج العمل مع الجماعة عنه مع الفرد؟
إن السياقات الثلاثة، والمراحل الثلاث، والعناصر الخمسة، كل هذه تكون حاضرة في العلاج الجماعي. أما في العلاج الفردي، فلا يكون حاضِرًا السياق الجماعي، ولا حتى خشبة المسرح، وربما يستعاض عنه بالمرآة حيث يكون السيناريو هنا هو مخاطبة المريض لنفسه وذلك من خلال المرآة. ويمكن أو لا تواجد أنا – مساعد. وعندما يوجد معالِج وأنا – مساعِد فمن الممكن بشكل عام أن ندعوَها بالسيكودراما فردية. وعندما لا يوجد أنا – مساعد فهذا ما يُدعَى بالثنائي الشخصي.
السلوك الأخلاقي للمعالِج ضمن هذا التيار؟
جواب: في رؤيتي أن هذا السلوك الأخلاقي للمعالِج يكمن في مساعدة الزبون على تنمية العفوية، والإبداع. وانطلاقًا من هذه الرؤية للعفوية التي تأخذ بعين الاعتبار الخير العام. ومسؤولية كل كائن إنساني عن نفسِه، وعن الآخَرين، وعن الكون.
اختلاف بين السيكودراما و التيارات الأخرى؟
أعتقد أن الاختلافات تتنوَّع وفقًا للتيارات التي تبني على أساسِها المقارَنَة. وهكذا، ففي علاقة مع بعض التيارات ثمة اختلاف في استخدام تقنيات العمل، وهي تتضمَّن العرض الشفهي. ولكن من الممكن أن يكون هذا مشتركًا لدى التيارات الأخرى. ففي العلاقة مع بعض التيارات ثمة اختلاف في العمل مع الآن وهنا. ولكن مفهوم الآن وهنا، في اللحظة، يتضمَّن الماضي كذكريات والمستقبل كمشاريع. ومع ذلك، أعتقد أن العلامة الكبرى للسيكودراما تكمن بعدم تصنيف ثنائي للكائن الإنساني، وإنما تكامل العقل/الجسد، والفعل/التفكُّر، والانفعال/الذهن، واليوم/البارحة/غدًا، والعلم/الفن.
ربما يكون الاختلاف الأساسي في تكامل العلم والفن، فقد ظَهَرَ المسرح، وتأسَّسَ كجسم علمي، وبدون فقدان الميل الفني والفرح. إن عبارة مورينو Moreno التي توحي بالفكرة العامة موجودة على ضريحِه، وتوضِّح ذلك بشكلٍ جيد: ههنا يكمن جثمان الرجل الذي جلَبَ الفرح إلى الطب النفسي.
اوجه االشبه بين السسيكودراما و التحليل النفسي:
تشبه تقنية الارتجال و عدم التحضير عند مورينو تقنية التداعي الحر في التحليل النفسي حيث تكون الحرية المطلقة للمفحوص في الحديث الذي يريده .كما يتشابه لعب الادوار في المسرحية النفسية لمكانيزم التقمص و بالتالي يشبه التحويل عوض على الفاحص فيسقطه على الشريك الممثل ، بالاضافة الى الابداع الذي يماثل التسامي او الاعلاء.
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر