الوسواس القهري

الوسواس القهري


يعتبر الوسواس القهري أحد الاختلالات النفسية المشهورة بين الناس، رغم محدودية الإصابة به حوالي 2 إلى 2.5% في المجتمع، وهو اضطراب ينتشر بشكل ظاهر وخفي، ليس في مجتمعنا وحسب، وإنما في جميع المجتمعات الإنسانية سواء كانت متحضرة أو غير ذلك، كما يمكن ملاحظته في جميع الأوساط وفي مختلف الأعمار بنسب متفاوتة و شدات مختلفة.
حيث يكون في بعض الأحيان محل استهجان ورفض واستغراب من المجتمع وفي أحيان أخرى يقابل بالاستحسان خاصة في الأشكال الخفيفة منه، لما يحمله هذا الاضطراب من أفكار تبحث عن كمال ،النظافة والنظام وهي في مجملها أفعال مستحبة في أي مجتمع .
أما فرويد ، قد ذكر عصاب الوسواس Névrose des obsession  لأول مرة في سنة 1896 في حديث له عن الوراثة و أسباب العصابات ،وهذا حتى يفصلها عن الإنهاك العصبي و الاختلالات العقلية   سي موسي 2008.
ونجدها في المراجع العربية بعدة أسماء منها : الهجاس ( تحليلية ) ، الوساوس القهرية، الحصر القهري ، الحواز، الوسواس التسلطي، الوسواس الاستحواذي، الاستحواذ... وغيرها من الأسماء.
أما انجلش: فيقول هو سلوك عصابي يرتبط فيه القلق بالانشغال بأفكار غير مرغوبة وترتبط أيضا باندفاعات عنيدة،  وتكرار أفعال معينة المرة تلو الأخرى.
بينما ايدلبرج فيقول: أن العصاب القهري يتميز بأفكار وأفعال متكررة غريبة عن الذات، تستخدم كدفاع ضد التأرجح الوجداني، فيؤدي إلى عجز في اتخاذ القرار وتظهر الشكوك القهرية في شكل عرض دون أن يفهم الآليتة الحقيقة   أديب محمد الخالدي 2009
أنــواع الوســاوس القهريــة:
هناك عدة تصنيفات منها الوسواس فكري-وسواس فوبي، وسواس قهري اجترار الأفكار، المخاوف، الاندفاعات الطقوس، الأفكار والصور. والبعض الأخر يصنفها إلى 04 فقط: وهي وسواس فكري، عملي، الخوف والالتزام.
تصنيفات

وسواس فكري
التفكير بالبدن
التفكير بالبدن:
سلوكه الحالي أو السابق
المعتقدات ‌التطرف الفكري
عملي
‌العـــــد

‌الغسل المتكرر

‌الدقة والتدقيق
‌حالات السير

الخوف
‌الخوف من الأوساخ والتلوث
الخوف من الموت
الخوف من المحيط المحدود
الخوف من أمر غير أخلاقي
الالتزام
بحيث يشعر بالإجبار والالتزام في كل ما يقوم به حتى ولو كان على حساب صحته أو وقته وحتى و إن تعارضت مع رغبته الحقيقية بحيث يسعى إلى الانسجام مع محيطه، لكنه لا يوفق في ذلك

الوسواس الفكري:
 موضوعه فكرة تستولي على ذهن المصاب، وتتأرجح داخله الهواجس المقلقة والمؤدية إلى الاضطراب، أطلق عليه القدماء جنون الشك، حيث تستولي على المصاب فكرة يمازجها الشك الكبير، ويشغل نفسه دائما بفكرة خاصة ويفكر بمسائل كالموت والحياة، الخير والشر وغيرها من صوره:
‌أ. التفكير بالبدن:
بحيث أنها تسيطر على جانب مهم من ذهن المريض وفكره، حيث يراجع الطبيب في كل الأوقات ولأسباب قد تبدو تافهة، لكنه يرى أنها قد تقوده إلى الموت.
‌ب. سلوكه الحالي أو السابق:
 وهو التفكير في المستمر في السبب الذي دفعه للقيام بذلك العمل وهل قراره كان سليما أم لا، وهل كان من حقه ذلك العمل....الخ بشكل متكرر ومتعب.
المعتقدات:
بحيث ينشغل فكره بالحياة والموت ووجود الله، والإيمان والدين وغيرها في شكل شكوك.
‌التطرف الفكري:
 بحيث يركز بشكل متطرف في قبول أو رفض أمر ما ، على الرغم من أن وجهة نظره تختلف تماما عنها ، ولكن يشعر كأنها فكرة مزعجة تتحكم به، فهو يدافع عنها أو يرفضها دون أن تكون له ادني علاقة بها في حياته الحقيقية.مثال: اعتقاده أن دواء ما جيد ويوفر له الصحة والعافية، وحياته مرهونة بهذا الدواء وان لم يحصل له من تناوله تلك النتيجة المرادة ويستمر في تعاطيه.
الوسواس العملي:
 هو عبارة عن سلسلة من الأفعال الغير منطقية، يضطر إلى قيام بها رغم أنها تعارض رغبته الحقيقية، فهو يرى نفسه مضطر و إن لم يكن هذا الاضطرار مبررا. وعند ارتباط الوسواس العملي بالفكري يصبح أكثر إزعاجا.      من مظاهره :
‌الغسل المتكرر:
 بحيث اعتاد الناس على هذا النوع ويعتبرونه تجسيدا للشك والوسواس وهو أكثر شيوعا عند النساء.
‌العـــــد:
 بحيث يعد كل الأشياء التي حوله دون توقف، الأعمدة، الأشجار، البلاط..... ويحرص على عدم حصول أي خطأ في العد، وهذا رغم معرفته بعدم الحاجة إلى دلك فهو مكره.
‌الدقة والتدقيق:
ونلاحظها في تنظيم أزرار اللباس، الكتابة وكل أعماله ويبدو انه يشعر بالراحة من مجرد القيام  بذلك.
‌حالات السير:
 بحيث يمر بشكل إجباري بطريقة معينة أو في جهة معينة وقد يصر على عدد معين من خطوات بحجم معين.
الخــوف :
ويسمى بوسواس الإحجام، بحيث يبدو المصاب، وكأنه خائف من شيء ما أو الإقدام على عمل معين، وكان قوة تمنعه من ذلك، من أشكاله:
‌الخوف من الأوساخ والتلوث:
 بحيث يتجنب لمس الأشياء، وذكر البعض بأنه كان يسمى جنون اللمس، فالخوف منا لأوساخ يؤدي إلى اضطراب مصاب بشدة بحيث يظهر في كثرة غسل يديه عدة مرات و تستغرق وقتا طويلا.
‌ب. الخوف من الموت:
 بحيث توسوس له نفسه بان الطعام مسموم مثلا، فيتخلص منه أو تظهر على جسمه دمل صغيرة، فتراوده أفكار بأنها ستتحول إلى سرطان وقتله وهذه الأفكار تعيقه عن عمله .
‌ج. الخوف من المحيط المحدود:
بحيث عندما يدخل المصاب إلى غرفته أو مصعد فتستولي عليه فكرة عدم إمكانية فتح الباب، فتراه يفتح ويغلق عدة مرات ليتأكد حتى يصبح محلا للسخرية من الآخرين.
‌د. الخوف من أمر غير أخلاقي:
أحيانا يخاف من أن يسيء إلى أشخاص يحبهم ويحترمهم أو أن يكفر بالمقدسات أو أن يفعل أمر غير لائق في شارع.....
‌ه. ومن أنواع الخوف أيضا:
 الخوف من عدم الوصول في الوقت المناسب فيحضر قبل موعد بساعة أو الخوف من أن يكون كلامه في تجمع ما فارغ أو لا معنى له فتجده يضطرب ولا يتكلم إلا بعد التفكير والتخطيط لما سيقوله وقد يحضر لذلك أيام قبل اللقاء.
وسواس الالتزام :
 بحيث يشعر بالإجبار والالتزام في كل ما يقوم به حتى ولو كان على حساب صحته أو وقته وحتى و إن تعارضت مع رغبته الحقيقية بحيث يسعى إلى الانسجام مع محيطه، لكنه لا يوفق في ذلك. علي القاسمي 1996 .

Comments

Popular posts from this blog

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

السينما و الأمراض العقلية فيلم المعتوه

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

البنية النفسية حسب بارجوري

نظرية التعلم البنائية المعرفية لجان بياجيه

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

اختبار الرورشاخ 01

عادل إمام و بلاجيا الأفلام الأجنبية

السيكودراما ؟

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)