La Regression /النكوص
النكـــوص
آلية دفاعية تقوم على الرجوع المنظم و
المؤقت لانماط تعبيرية سابقة للفكر ، للسلوك و العلاقات الموضوعية ، لمواجهة خطر
داخلي او خارجي مثير للقلق .
يقصد بالنكوص ، عملية نفسية تتضمن معنى المسار او النمو ، عودة في
اتجاه معاكس من نقطة تم الوصول إليها إلى نقطة تقع قبلها أي العودة إلى الوراء .
فالنكوص بالمعنى الزماني يفترض تتابعا
تكوينيا ، و يدل على عودة الشخص إلى مراحل سبق له أن تجاوزها في نموه ، من مثل المراحل
اللبيدية و علاقات الموضوع ، و التمهيات و بالتالي تحدث عودة للتكوينات سابقة
وأكثر قدما أما بالمعنى الشكلي فيعني النكوص التراجع إلى أساليب من التعبير و
التصرف ذات مستوى أدنى من ناحية التعقيد ، و الانبناء و التمايز .
أي يقوم على الرجوع المنظم و المؤقت لأنماط
تعبيرية ، فكر ، سلوكات و علاقات بالموضوع سابقة حيث تستبدل أساليب التعبير و
التصوير المعتادة باساليب بدائية مقابل خطر داخلي او خارجي مثير للقلق بالمعنى
الموقعي ، فانه يحدث تبعا لفرويد على امتداد تتابع أنظمة نفسية ، تجتاحها الإثارة
تبعا لاتجاه معين (LAPLANCHE P. et PANTALIS J. B.,
1967, P. 400).
يتجلى النكوص الموقعي
بوضوح في الحلم كما يصادف أيضا في عمليات أخرى مرضية ، حيث لا يتخذ نفس الطابع الشمولي او حتى في العمليات
السوية دون أن يصل إلى نفس الطابع الشمولي ، او حتى في العمليات السوية ، دون أن
يصل إلى نفس الحد إما النكوص الشكلي فيتضمن عودة من العمليات الثانوية إلى
العمليات الأولية و بالنسبة للنكوص الزماني فيتميز فرويد بين عدة أشكال من النكوص
، تبعا لمسارات تكوينية مختلفة فهناك نكوص على مستوى الموضوع ، و نكوص على مستوى
المرحلة اللبيدية و نكوص على مستوى تطور الأنا BERGERT J .et al. 1982, P.104)
ليست هذه الأشكال الثلاثة في حقيقتها سوى
شكلا واحدا فهي تلتقي في اغلب الحالات بان ما هو أقدم زمنيا هو أيضا أكثر بدائية
في شكله ، كما انه يقع في نقطة اقرب إلى طرف الإدراك على مستوى الموقعية النفسية .
غالبا ما أصر فرويد على واقعة بقاء الماضي
الطفلي في الفرد على الدوام ، فبالإمكان دوما استعادة قيام الحالات الطفلية من
جديد ، فالنفسي البدائي غير قابل للفناء ، و يتضح انبثاق الماضي في الحاضر تماما
في فكرة اضطرار التكرار .
و هناك لابد من التنبه في هذا الاتجاه إلى
واقعة مزاوجة فكرة النكوص مع التثبيت حيث لا تختزل هذه الأخيرة إلى مجرد بناء نمط
من السلوك، بالقدر الذي يعتبر فيه التثبيت كتسجيل أما النكوص فهو إعادة تحريك لما
سبق و أن سجل (LAPLANCHE P et
PANTALIS J.B., 1967,).
تكلمت أ فرويد : عن نكوص النزوات و نكوص
الأنا و الأنا الأعلى و تعتبرها سياقات طبيعية تنتج عن مرونة الشخص الذي هو طريق
في النضج ، فتخدم هذه النكوصات الدفاع و التكيف في نفس الوقت ، و هي في كلاهما
تساعد على الحفاظ على الحالة الطبيعية .
الطابع المفيد للنكوص يتعلق فقط بالحالات
التي يكون فيها هذا السياق مؤقتا ، و ذو ارتداد تلقائي و عفوي ، اذ يحدث غالبا بعد
ضيق صدمة او نوبة من القلق او المرض أما النكوصات المستمرة و المستقرة في تلك
الحالة ، تصبح على العكس عاملا مرضيا (Freud A . , 1968, P. 84).
يعتبر النكوص حيلة لتبرير الفشل في التكيف
، فعندما يواجه الإنسان صراعا نفسيا حادا لم يسبق له معايشة و لا طاقة له عليه ،
فانه يتراجع إلى ادوار سابقة من عمره كان يرتد من شخص راشد إلى فرد صغير فيتصرف وفق تلك المرحلة من الخوف
، دلال ، او حاجة إلى السند و التعلق بالآخرين .
كما يظهر النكوص أيضا كعملية نفسية تظهر
في الاختبارات الاسقاطية إذ يعود الشخص إلى مراحل سبق و أن مر بها في حياته حيث
تنشط الآثار الذكورية المتعلقة باللذة او حتى تلك المرتبطة بالألم و الصدمات ، من
اجل إزالة الكبت عنها حتى يعيشها الأنا من جديد بعدما تتعرض لتشويهات تجعلها
مقبولة على مستوى الشعور (BERGERT J. et al., 1982,
P.104)
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر