على من نطلق الرصاص
على من نطلق الرصاص
فيلم *على من نطلق الرصاص* انتج 1976 من أهم الأفلام التي تعكس وجهة نظر المخرج كمال الشيخ و كتب له السيناريو رأفت الميهى.
مصطفى،سامي
و تهاني ثلاث أصدقاء جمعتهم أفكار نضالية في الجامعة فحلموا بالعدالة الاجتماعية و
تكافؤ الفرص و سرعان ما انهارت أحلامهم لما
دخلوا الحياة العملية، سامي و تهاني وجدا فرصة عمل في إحدى الشركات المقاولات أما مصطفى
اشتغل في الصحافة .
لفق لسامي-
المهندس- تهمة مخالفة المقاييس في مشروع بناء مساكن شعبية فدخل السجن
بعد سقوط المباني لكنه أنكر التهمة المنسوبة إليه واقسم أن يكشف الفاعل الحقيقي لكن
الأيدي المجرمة وصلت إليه في الزنزانة فقتل بالسم بتواطؤ مع أحد حراس السجن و قيدت
الجريمة ضد مجهول وبعد مضي الشهور تزوجت تهاني بصاحب الشركة دون أن تعلم بأنه قاتل
خطيبها، وفي أحد الأيام دخل مصطفى مبنى الشركة قاصدا مكتب المدير رشدي وافرغ المسدس
في رأسه و أثناء هروبه صدمته السيارة فسقط ميتا
ومنذ
اللقطات الاولى للفيلم يحرضنا المخرج على التفاعل مع ما سنرى اذ بدأ الفيلم بلقطة كبيرة
لضوء اشارة الاسعاف قبل جنيريك البداية استخدمها فى البداية من أجل أن يشد انتباهنا
لأحداث الفيلم بكل تفاصيلها كررها قبل جينريك النهاية حتى لا تنسى قصة الأصدقاء الثلاث
وكأنه يريد أن يقول لنا : عليكم ان تنتبهو حتى لا تتكرر مأساة سامى ومصطفى وتهانى عليكم
باليقضة حتى لا يعيث فساد المفسدين فى الارض و وحتى لا يكثرالقتل والقتلة عليكم باليقضة
حتى تحمو الحقيقة من الاغتيال وتحمو الحقيقة من الانهيار مثل ما انهارت العمارة بعدما
إنهيار الاخلاق .
وظفت تقنية الفلاش باك توظيفا موفق اذ
كانت جميع مشاهد الفساد والتخريب وإنهيار المساكن التي ذهب ضحيتها الالاف من الابرياء
لها جذور في الماضي وان كانت اثارها تمتد الى الحاضر إن استعمال تقنية تداخل الماضي
والحاضر من خلال تتابع مشاهد الماضي والحاضر كان الهدف منه القول بأن ما حدث في الامس
لا ينفصل عن ما يحدث اليوم بل هو مستمر و لن ينتهي بتغيير الزمن بل يمكن ان يتكرر متى
توفرت عناصره .
إن عنوان هذا الفيلم يطرح سؤال موجه ألينا
نحن المشاهدين وليس مجرد سؤال فقط إنها دعوة للتمعن في أحداث الفيلم وفي قصته المقصود
في هذا الفيلم بالرصاص هو تلك الطلاقات النارية التي تخرج من المسدس ؟ ولكن في اعتقادي هو رصاص المواجهة وكشف الأسرار وإظهار
الحقائق.
فالرصاصات قد تطيش و تخطأ الهدف ولكن
كشف الحقائق يصيب الفساد في الصميم والعنوان أيضا يطرح تساؤلا هاما على من نطلق الرصاص،
أنطلقه على اللصوص الكبار أو على من يساعدونهم بأفعالهم أو بصمتهم انه عنوان يحمل في
طياته إدانة للجميع : للمفسدين والمساعدين والصامتين .
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر