السينما و الامراض العقلية



القاتلة المتسلسلة


الشاشة الفضية و الشاشة الذهبية ما هما إلا انعكاس للواقع مع إضافة بعض النكهات الدرامية لزوم حبكة الفيلم الذي هو وسيط جماهيري يطرح روى عن أفراح الإنسان وأحزانه ويستطيع المتفرج أن يتعايش من خلاله لمدة ساعتين مع الشخصية أو الشخصيات التي تعاني من اضطراب عقلي أو مرض نفسي .   وبعدها يمكنه ان يتفهم أوجاع واضطرابات  الشخوص .و بعد الفرجة  يتوحد مع المريض ويدرك طبيعة معاناته.
عرفت السينما المرضي النفسي واستخدمته في تصوير شخصيات الأفلام منذ السنوات المبكرة من تاريخ الفن السابع. ومن ثم ظهرت مئات الشخصيات المصابة  وفي أحيان كثيرة لم يدرك الجمهور حقيقة فائدة هذا النوع من التيمات.


الأفلام التي تناولت الأمراض العقلية والنفسية. تعالج نوعيات محددة من الاضطرابات والأمراض من خلال الشخصية المحورية التي تدور حولها الدراما . وهذا النوع من المعالجة يتطلب من كتاب السناريو دراسة علمية دقيقة واستشارة المتخصصين في الأمراض النفسية حتي تصور الحالة ويتحدد نوع الاضطراب الذي تعاني منه الشخصية بدقة  لفهم المرض.
ولقد استخدم المرض النفسي باقتدار وبلاغة في فيلم " القاتلة " 1991 ومن خلاله يتعرف المتفرج علي حالة من حالات مرض النفسي و هو انفصام الشخصية حيث تتجول فتاة هادئة و طيبة إلى  قاتلة متسلسلة  التي تصيب شخصية "رجاء " تعرضت لاغتصاب  متكرر في طفولتها من طرف عامل جنايني مما أصابها بعقدة نفسية شديدة وتحولت إلى قاتلة بدافع الانتقام من كل رجل راغب في المتعة .
تصاب بصداع حادة قبلة النوبة و بعدها يظهر انشطار الشخصية فتتحول من "رجاء " الأنثى الخجولة الهادئة بائعة الورد في محل للزهور .  إلى فتاة ليل لعوب صارخة الأنوثة ترتدي ملابس إثارة و إغراء قصد استدراج الرجال الراغبين في المتعة خارج إطار الزواج.
تستدرجهم ضحاياها إلى الفنادق الفخمة و في بعض الأحيان إلى مناطق بعيدة في سياراتهم و بعد ممارسة الجنس تقتلهم بعدة طعنات بالسكين ، إلى أن قتلت أحد كبار المسؤوليين  في الدولة فأصبحت قضية رأي عام كتبت الصحافة عن سفاح القاهرة الذي زرع  الرعب في شوارعها، قتل أكثر من 10 رجال  .
للقاتل المتسلسل ملمح خاصة سواء كان رجل أو امرأة تتراوح أعمارهم بين 30 و 45، عاش طفولة قاسية مع تعرض لحادث صادم. له طريقة واحد في القضاء على ضحاياه و هذا ما يطلق عليه بالإمضاء Signature في علم الجريمة كما إن جريمته منظمة Crime organiser. من ناحية ايكولوجية الجريمة فهي محدودة في محيط الملاهي الليلية و الفنادق و المراقص  إما بخصوص الضحايا فلهم قاسم مشترك   Géographie في هذه الحالة  رجال يبحثون على المتعة مع بائعات الهوى Victimologie .

Comments

Popular posts from this blog

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

المحتوى الكامن والمحتوى الظاهر للوحات الرورشاخ

السيكودراما الجزء الاول

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

اختبار الرورشاخ 01

السيكودراما ؟

المسرحية النفسية

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)

مقياس علم النفس المدرسي الجزء الاول

التفسير الاجتماعي للجريمة و الانحراف