انتحار المشاهيير

                       
                                                 انتحار سعاد حسني

الانتحار هو الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمداً في قتل نفسه. يرتكب الانتحار غالباً بسبب اليأس،والذي كثيراً ما يُعزى إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو الفصام أو إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.  و غالبًا ما تلعب عوامل الإجهاد مثل الصعوبات المالية أو المشكلات في العلاقات الشخصية دوراً في ذلك.

وفي عالم مشاهير الأدب والفن يأخذ خيار الانتحار أبعاداً مختلفة وربما تبدو مغرية لأصحاب الحس الفني والأدبي. فكثير من النقاد يقولون بأن أفضل عبارة كتبها شكسبير في كل ما كتب هي تلك العبارة التي وردت في مسرحية هاملت أكون أو لا أكون” فالإنسان في نظره إما أن يحقق ذاته بقوة وإما أن يختفي من الوجود، وهذا هو الانتحار الوجودي الذي تبناه كثير من الأدباء والفنانين مثل   Hemingway, Van Gogh, Virginia Woolf   حتى اصبح شعارهم أن تحترق أفضل من أن تنطفئ .

وفي معظم الكتابات الأدبية والفنية نجد تعبيرات الموت النبيل، الموت الشريف، الخيار الحر، خلاص الذات،الصعود عبر بوابة السماء وكلها تعبر عن الموت انتحاراً. حتى أننا نجد ديستوفيسكى يتحدث في أحد رواياته عن الانتحار المنطقي  وهذا الموقف الأدبي والفني رغم بريقه في نظر بعض الأدباء والفنانين خاصة حين يصور في مسرحيات شكسبير بشكل درامي فإنه موقف خطر حيث يجعل خيار الانتحار جميلاً وربما أخلاقياً نبيلا ويضع الكثير من المعتنقين لهذه الأفكار وأتباعهم على حافة الخطر.

ارتأيت في هذا المقال أن ابدي رأي العلمي في حادث وفاة الممثلة المصرية سعاد حسني التي سقطت من الطابق السادس من عمارة في ستورت تاور بالعاصمة البريطانية.

اعتمدت منهج تحليل المحتوى للبرامج التلفزيونية و لمراجع تحكي سيرتها، تم تحليل البيانات حسب المنهج إكلينيكي معتمدا على تقنية دراسة الحالة. لم التزم بخصائص المقال العلمي الأكاديمي الكلاسيكي لخصوصية الحالة .

كما اني حاولت ان اكون موضوعيا الى ابعد الحدود في تكوين صورة كلينيكية لسعاد حسني حيث اربط بين أحداث  وفاتها و المعطيات النفسية  التي جمعتها من خلال اطلاعي على تاريخ حالتها التي تم جمعها من خلال ما تداول على البلاتوهات التليفزونية.

فلاش باك:

الساعة التاسعة وبضع دقائق بتوقيت غرينتش من مساء يوم الخميس 21 جوان من عام ألفين وواحد في ميدافيل غرب العاصمة البريطانية لندن بالتحديد عند بناية ستيوارت تاور والتي اشتهرت ببرج الانتحار لما شهدته من حوادث انتحار عديدة: اشرف مروان ، ناصف الليثي و أخيرا سعاد حسني.                                                  .

الظلام كئيب يخيم على المكان، أنوار قليلة مضاءة في البناية من بينها ذلك الضوء المنبعث من شقة بالطابق السادس.. الهدوء يلف الأرجاء وكأنه ينذر بوقوع شيء ما في هذه الأثناء شاهد صبي يسكن في العمارة المقابلة لبناية "ستيوارت تاور" شخصا ما يسقط من شرفة الشقة فتسرع أمه إلى الهاتف وتتصل بالشرطة مؤكدة رواية ابنها الصغير لحظات وتصل الشرطة إلى مكان الحادث وبالفعل يعثرون على جثة سيدة ملقاة على أرض الشارع  بعد قليل اكتشفت الشرطة البريطانية أن الجثة هي ممثلة مصرية شهيرة اسمها سعاد حسني. تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى وستمنستر للكشف عليها.

بعد اطلاعه على تقرير الطبيب الشرعي أعلن البوليس البريطاني أن سعاد قد سقطت من الشرفة. وأعلنت محكمة الأدلة الجنائية البريطانية مفادها أن الوفاة كانت نتيجة  حادث انتحار. دفعني الفضول العلمي إلى تقصي أحداث سقوط سعاد حسنى من شرفة شقة في إحدى عمارات ستيوارت تاور Stewart Tower  بلندن في 2001/07/21 أين كانت تقيم مع صديقتها السيدة نادية يسرى .