العلاج السلوكي /TCC
02 العلاج السلوكي
نظرية التعلم الاجتماعي: Apprentissage sociale
هو وليد النظرية التي صاغها باندورا Bandura 1969، و التي تعطي أهمية للدافعية
الخارجية الموجودة في محيط المتعلم. و هو تكلم عن التعلم عن طريق المشاهدة و
التقليد الذي يحدث عن طريق الملاحظة للنموذج الذي قد يكون واقعيا أو رمزيا متصورا
أو متعددا. و قد وصل إليها باندورا من خلال تجاربه على الأطفال خصوصا السلوك الشاذ
المتعلق بالعدوانية. و في التعلم الاجتماعي لا بد من توفر 04 مراحل تسمح للفرد أن
يعيد إنتاج السلوك المشابه الذي قام به النموذج و هي:
- الانتباه أو التركيز: تسمح بملاحظة السلوك الصادر
عن النموذج
- الاحتفاظ في الذاكرة: و ذلك عن طريق الترميز و
التنظيم المعرفي و الإعادة الرمزية و الحركة الذهنية.
- إعادة الإنتاج الحركي و تحقيق السلوك.
- الدافعية: و تدخل في كل مرحلة من المراحل السابقة.
و لكي يحدث التعلم الاجتماعي عن طريق التقليد لا بد من توفر المعززات
التالية:
1. المعززات الخارجية: و هو كل ما يأتي من المحيط.
2. تعزيز الآخر: و يكون بأن يشاهد الفرد النموذج يكافأ أو
يعاقب على فعل سوف يقوم به أو لا يقوم به.
التعزيز الذاتي: و لها علاقة بسبق المكافآت l’anticipation التي تزيد من دافعية الانتباه لتقليد أحسن.
و عند الفشل في تقليد سلوك النموذج فهذا قد يرجع إلى الأسباب التالية:
§
عدم الملاحظة الجيدة للسلوك
§
الترميز الخاطئ و عدم الاحتفاظ الصحيح في الذاكرة
§
عدم القدرة على تحقيق السلوك
§
عدم توفر الدافعية في لمراحل السابقة الذكر.
و يساعد ارتفاع الذكاء على درجة التعلم و كذلك قدرة الشخص على تنظيم ذاته و
بيئته.
4- نظرية التعلم المعرفي: Apprentissage cognitive
يعود الفضل في إرساء النظرية إلى كل من Beck
و Scott في 1960 و Ugram في 1990. و استوحيت من الملاحظة التالية:
إن الناس لا يتعلمون فقط حسب القواعد السابقة الذكر و لكن كذلك من خلال
التفكير في المواقف و إدراكها و تفسيراتهم للحوادث التي تمر بهم. و لهذا تتدخل 04
أبعاد معرفية رئيسية في عملية التعلم و هي :
- الكفاءة أو القصور المعرفي: أي المهارات و القدرات
الخاصة و الذكاء، فالشخص الذكي المرن عقليا و الذي لديه رصيد جيد من
المعلومات عن موضوع معين يتعلم بسرعة و بطريقة أفضل من الشخص المتصلب و محدود
المعرفة و الأقل ذكاء.
- مفهوم الذات و ما تحمله من اعتقادات خاصة عن
إمكانياتنا الشخصية و قدراتنا. فمثلا الطفل الذي يحمل مفهوما عن نفسه مفاده
أنه أقل كفاءة من غيره يكون مردوده أقل و تظهر عليه سلوكات مرضية كالقلق ة
الاكتئاب أكثر من الطفل الذي مفهوم عن نفسه أنه عالي الجاذبية و الكفاءة.
- القيم و الاتجاهات التي نتبناها حول المواقف أو
الأشخاص الذين نتفاعل معهم. مثل الاعتقاد أن القبول الاجتماعي أهم من النجاح
الأكاديمي ببذل مجهود أكبر في هذا لمجال.
- التوقعات التي نتبناها عن نتائج التفاعل مع المواقف
الخارجية تحدد نوع المشاعر التي تنتابنا في هذه المواقف و شدتها واستمرارها
المسلمات الرئيسية للعلاج السلوكي:
ينطلق العلاج السلوكي من 06 مسلمات نسردها كما يلي:
- لا يبحث المعالج عن تفسيرات لا شعورية للسلوك و لا
يحاول إرجاعه إلى صراعات طفلية مبكرة أو غرائزية. إذ يركز على علاج الأعراض
بصورتها الراهنة و بالشكل الذي يعاني منه المصاب و يجعل هدفه التغيير المباشر
لمشكلته
- عمليتي التشخيص و العلاج ملتحمتين لأن الأولى هي
عبارة عن محاولة جاهدة لتحديد التصرفات أو الأخطاء التي مر بها و أوصلته إلى
ظهور المشكل و رصد ردود الأفعال.القادمة من المحيط لأنها الأسباب التي ولدت المشكل و لا بد من تغييرها أو محاولة
الإحاطة بأسباب عملية التعلم الخاطئ أو المرض
- يرى المعالج أن علاج الأعراض هو علاج المرض و لا
يدخل في متاهات وجوب إزالة ما وراء الأعراض.
- إن إزالة الأعراض لا يستبدل بأخرى بل يفتح الطريق
للمصاب لمواجهة مشكلته الراهنة و تكسب ثقة في نفسه مما يؤدي إلى تعيير شامل و
إيجابي في شخصيته، فالنجاح يولد النجاح و إكساب الثقة
- استمد العلاج السلوكي أسسه من نظريات التعلم و ينظر
إلى الاضطرابات على أنها استجابات أو عادات شاذة تكتسب بفعل خبرات خاطئة و
يمكن أن نتعلم التوقف عنها أو استبدالها بسلوك أفضل
- يتعامل مع السلوك الظاهري. يكون الفرد على وعي بها.
و يقوم العلاج السلوكي بتحليل السلوك الشاذ بربطه بخمسة محاور أساسية هي:
- المواقف أو الحوادث السابقة التي تثيره و تسهم في
تشكيله و كل ما تنطوي عليه هذه الحوادث أو المواقف من خبرات سيئة أو ألأم أو
إحباط أو تهديد.
- السلوك الظاهر أي الأفعال السلوكية التي يترجم بها
الشخص اضطرابه مثل التأتأة أو التبول اللاإرادي أو العجز عن الاحتكاك البصري
أو احمرار الوجه أة الشحوب أو الهروب من المدرسة و تجنب بعض المواقف.
- المكونات الانفعالية أو التغيرات العضوية الداخلية
التي يحدثها هذا الاضطراب مثل زيادة ضربات القلب أو سرعة التنفس و النشاط
الهرموني
- الجوانب الفكرية أو المعتقدات الخاطئة التي يتبناها
الشخص عن نفسه أو عن المواقف التي يمر بها. و ينطوي هذا الجانب على ما ينتجه
الفكر من مبالغات و تطرف أو ما يقوله الشخص لنفسه من أفكار سلبية أو
انهزامية.
- ضعف المهارات في التفاعل الاجتماعي أو قصور
المهارات الاجتماعية فالعدوان و الخجل و الانزواء يمكن النظر إليها كدلالة
على افتقاد المتطلبات الإيجابية للتفاعل الاجتماعي السليم و التواصل الموجب
بالآخرين
و لتحقيق العلاج لا بد أن يضع المختص السلوكي خطة علاجية يمكن تقسيمها إلى
06 خطوات و هي كالتالي:
1- تحديد السلوك المحوري: و هو السلوك المراد التخلص منه، و يحدد بشكل نوعي
أي المظاهر السلوكية التي يمكن ملاحظتها و متابعتها و تقييم جوانب التقدم فيها. مع
ملاحظة تأثير هذا السلوك الشاذ على الفرد و محيطه.
2- وضع طريقة لقياس تواتر السلوك و مقدار شيوعه: جمع بيانات حول عدد مرات
تكرار هذا السلوك أي تحديد الخط القاعدي أي الحد الذي يظهر فيه السلوك الشاذ قبل
البدء في العلاج أي تحديد بدقة مقدار شيوع السلوك الشاذ و أوقات و ظروف زيادة حدوثه أو نقصانه. ثم إمكانية
متابعة تطور السلوك الشاذ تحت العلاج، و بذلك تقييم الخطط العلاجية و لذلك استمارة
معدة خصيصا لهذا الاضطراب خلال 24 ساعة و تعطى للآباء أو المدرسين أو الممرضين أو
المشرفين على الطفل.
3- السوابق و اللواحق: و تتمثل في التحديد الدقيق
للظروف السابقة أو المحيطة بالطفل عند ظهور السلوك غير المرغوب فيه، و معرفة
بدايته، مع تحديد الاستجابة البيئية عند ظهور السلوك غير المرغوب فيه مثل: نوع
السلوك الشاذ، تاريخ حدوثه، الوقت الذي استغرقه، في حضور من حدث؟، عدد مرات الحدوث
في اليوم، و ماذا حدث قبل السلوك (مثلا انشغال الأم، حضور الأب ...)، استجابة
البيئة مثل السكوت أو الضرب، ما هي مكاسب الطفل من جراء سلوكه الشاذ مثل غيض
الأسرة، الحصول على لعبة، أي تخمينات ترتبط بظهور المشكل مثل الطلاق، صراع
الوالدين، الغيرة.
TO BE CONTINUED
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر