الرورشاخ 02



مرحلة التحليل
 

- التحليل:
يمر التحليل في اختبار الرورشاخ بمرحلتين هما التحليل الكمي و التحليل الكيفي و نتطرق إليهما كما يلي
- التحليل الكمي:
كل نمط تم تنقيطه يجمع في البسيكوغرام (Psycho Gramme) و كل نمط استجابة ضمن البسيكوغرام يقابله عدد تكراره في البروتوكول . D, ANZIEU , 1983
 ثم تحول هذه التكرارات إلى نسب مئوية بالنسبة إلى كل نمط استجابة ، سواء فيما يتعلق بمواقع الاستجابات ، محدداتها أو محتوياتها أو حتى الإضافات و الإجابات المبتذلة يرتكز التحليل هنا على عوامل رقمية و التي تعتبر موضوعية و تجنب المختص الإسقاطات الذاتية، في هذه المرحلة فقط تصبح استجابات المفحوص كمية ودقيقة.(IBID P 103) بعد الحصول على تقدير كمي لاستجابات المفحوص يصبح بإمكان المختص الانتقال إلى التحليل الكيفي للبروتوكول.
- التحليل الكيفي للبروتوكول:
يتناول التحليل الكيفي للبروتوكول في اختبار الرورشاخ طريقة تناول المفحوص لمادة الاختبار في إدلائه بالإجابة و المحددات التي اعتمد عليها ، و كذلك المحتوى الذي يدركه بالنسبة لكل استجابة يقدمها.
- طريقة التناول:
يتناول التحليل الكيفي للبروتوكول في اختبار الرورشاخ  طريقة تناول المفحوص لمادة الاختبار في إدلائه بالإجابة و المحددات التي اعتمد عليها  إجاباته ، و كذلك المحتوى الذي يدركه المفحوص بالنسبة لكل استجابة يعطيها .
ترى  روش دو تروببارغ (N. RAUSCH DE TRAUBENBERG) نقلا عن ك شابير) أن طريقة التناول تعني الموضوع أو الإطار الإدراكي الذي يحد محتوى الاستجابة    مواقع الاستجابات تدلنا على طريقة إدراك المفحوص و دخوله في علاقة مع الواقع و علاقته بالعالم. (ANZIEU.D et C CHABERT 1983) إذن مواقع الاستجابات تدلنا على الحيز الذي تنحصر فيه استجابة المفحوص و نميز فيه أجوبة كلية و أخرى جزئية.
- الاستجابات الكلية أو الشاملة G:
تختص بكل بقعة الحبر سوداء أوملونة و نجد فيها:
- استجابات كلية عادية :
نتناول اللوحات بقراءة مباشرة للمادة ، بدون فصل الأجزاء و هي تظهر في اللوحات الموحدة ، وجودها يدل على التكيف الإدراكي القاعدي ، هي تبين نوع العلاقة مع الواقع قلتها قد تكون مقلقة و كثرتها تدل على ضعف الاستثمار المعرفي و فضول ثقافي محدود .(D. ANZIEU et C. CHABERT 1983) هي استجابات تنطلق من ادراكات مباشرة لما تثيره المادة في المفحوص.
- الاستجابات الكلية الغامضة أو المبهمة:
ترتبط بمحدد شكلي غير محدد "±F" تبعث على فكرة غير مؤكدة في تقريب العالم ، تدل على عدم كفاية الحدود و نوع من ضعف الإحاطة (C. CHABERT 1998) إذن تعبر الإجابات الكلية الغامضة المبهمة عن عجز على التحديد و عدم القدرة على وضع الحدود.
- الاستجابات الكلية الانطباعية:
" ترتبط بمحددات لونية تظهر بعض الإيحائية و خاصة الحساسية للمحيط ، تظهر بردة فعل قوية في شكل عاطفة الإجابات الكلية الغامضة و الانطباعية قد ترجعان لحركة دفاعية تمنع بروز تصورات مزعجة لأنها تواجه صراعات صعبة التناول.
إذن يظهر هذان النوعان من الاستجابات الكلية عندما يحاول المفحوص منع بعض التصورات و الأفكار التي تزعجه من الظهور.
- الاستجابات الكلية الفرعية:
" تظهر عندما يكون هناك تتابع عمليات عقلية في إعطاء الإجابة " فالمفحوص لا يرضى التمسك بالمادة لكنه يعطي نسيجا ينسب إليه في إدراكه للوحة  و يمكن للاستجابات الكلية أن تأخذ اتجاهات مختلفة و تفسيرات متباينة و ذلك حسب ما يدكه المفحوص في البقعة و حسب المعنى الذي يعطيه لها أيضا.
- الاستجابات الجزئية D
هي الإجابات التي تعطي انطلاقا من جزء كبير او صغير من بقعة الحبر "هي الإجابات التي تقع على جزء من اللوحة و يمكن تمييز ثلاث استجابات جزئية هي الاستجابات الجزئية الكبيرة D ثم الاستجابات الجزئية الأقل استعمالا أو الأصغر حجما Dd و الفراغات البيضاء داخل البقع Dbl .
قد لا يدرك المفحوص إلا جزءا كبيرا أو صغيرا من اللوحة و تختلف هذه الأجزاء و نجد فيها ما يلي:
- الاستجابات الجزئية D
مكونة من أجزاء يكثر تكرارها في كل اللوحات إحصائيا Dهو جزء من لوحة يظهر على الأقل مرة كل 22 أو 24 مرة (D. ANZIEU et C. CHABERT)" هذه الإجابات و التي ترتبط بمحددات إدراكية تعني التمسك بالرقابة عن طريق اللجوء لواقع موضوعي متكيف و مشترك فهو يساهم في التوظيف المعرفي و كذلك الفكر المشترك"
يظهر هذا الجزء عندما يركز المفحوص على جزء كبير نوعا ما من اللوحة مع استبعاده لبعض الأجزاء.
- الاستجابات Dd
نجدها في مواقع نادرا ما تدرك ، و نجد إن الأجزاء المدركة الأقل تكرارا هب غالبا الأقل حجما إلا أن هناك أجزاء كبيرة Dd في حدود تناول نادر غالبا دالة من نمط تفكير خاص جدا أصلي او هذياني  هنا يرتكز المفحوص على أجزاء صغيرة في البقعة الكاملة و يعطي استجابة انطلاقا من هذه الأجزاء ، كما قد يتجه تركيزه نحو أجزاء إدراكها نادر.
- الاستجابات Dbl
إجابات تتناول الفراغات البيضاء الموجودة في اللوحات سواء كانت هذه الفراغات بين البقع او خارجها ليست البقعة البيضاء هي ما يتناول لكن ينجذب المفحوص للأبيض لما ينبئ به الفراغ و خلل او نقص يكون المنفعة الأساسية للدلالات المرتبطة بالأجزاء البيضاء تظهر هذه الاستجابات عندما يتجنب المفحوص البقع السوداء او الملونة او يتجاهلها و يركز على الفراغات البيضاء في اللوحة.
-محددات الاستجابــــات:
هي ما يحدد استجابة المفحوص أي ما  أطلق و أثار ادراكاته لجزء من بقعة الحبر. التعرف على هذه المحددات يأتي في المرحلة الثانية من تطبيق الاختبار و هي مرحلة التحقيق و تشمل المحددات ما يلي: الشكل، الحركة، اللون، و التضليل هذه المحددات تشير إلى ما اعتمد عليه المفحوص في إعطاء إجاباته و نتناولها فيما يلي :
- المحــددات الشكلية F
تظهر كثيرا في اختبار الرورشاخ و هي " تدل على قدرة المفحوص على التكيف مع الواقع و العالم الخارجي بفضل النشاط المنظم للعقل و الفكر (C. CHABERT,1998)
و في هذا النوع من المحددات يعتمد على الشكل الذي يدركه عبر بقعة الحبر في إعطاء إجابته و نميز ثلاثة أنواع من الإجابات الشكلية هي كما يلي:
- محددات شكلية جيدة F+
تقدير الإجابات الشكلية الجيدة يقوم على تكرار إجابة معطاة لكن لا يعتمد على التكرار وحده، فقد تنقط الإجابات النادرة ب F+ لأنها تظهر بشكل جيد، بل ممتاز أي ارتباط الإجابة و الشكل الواقعي مقبول تماما (BEIZMANN. C 1966 p 09) أي يتم تقييم الإجابة على أنها شكلية و ذات شكل جيد عند تطابق إجابة المفحوص مع ما تمثله البقعة المشار إليها أو عند ظهورها بكثرة.
-الاستجابات الكلية أو الشاملة F-
" تمس الأشكال الأقل وضوحا أو غير الملائمة ابدآ و التي ليس لها إلا شبها ضئيلا او جزئيا مع المادة او الموضوع المفسر ، تظهر كثيرا عند المتخلفين عقليا ، الأطفال  الصغار و حتى في الحالات المرضية ، و قد تظهر بالمناسبة لدى أفراد ذوو ذكاء عادي ، و قد تعود إلى اللامبالاة و توخي الحذر ، او إلى الجهد أو حتى إلى صدمات عاطفية "(IBID, p 10)يمكن القول بان هذا المحدد يظهر عند إدراك أشكال في غير محلها ، او إدراك أشياء لا تتطابق إلا بجزء صغير مع ما تمثله اللوحة .
- محددات شكلية بينية (متوسطة ± F
هي محددات تتوسط الشكلين السابقين ، وضعها بعض العلماء ك، ل يستري (L. USTERI) يرمز لها ب
-+، +- ، او ± و هي تختص الإجابات الشكلية التي تقل هذه الإجابات تستند لأشكال غامضة و غير محددة الأشكال ذات بنية شكلية ضعيفة و قد لا تعرف أيضا بمعيار شكلي ، تربط في الغالب محتويات  خاصة كالطبيعة ، الجغرافيا ، النبات .
(C. BEIZMANN 1966 P 11-12) هي محددات لا يمكن تقديرها بأنها جيدة فلا يمكن ضمها مع المحددات من نوع F+ و ليست بالبعيدة جدا عن محتوى البقع فلا يمكن اعتبارها محددات شكلية سالبة ، لهذا أخذت موقعا وسطيا بين النوعين "F- F+».

يتبع

Comments

Popular posts from this blog

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

المحتوى الكامن والمحتوى الظاهر للوحات الرورشاخ

السيكودراما الجزء الاول

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

اختبار الرورشاخ 01

السيكودراما ؟

المسرحية النفسية

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)

مقياس علم النفس المدرسي الجزء الاول

التفسير الاجتماعي للجريمة و الانحراف