الاشاعة

الشائعات

كثرت الشائعات في الآونة الأخيرة بشكل لافت للانتباه، وهي لا تستثني جانبا من الحياة، أو أمراً من الأمور، بل تطال كافة المجالات، حتى لدى الأطفال الصغار أصبحت هناك شائعات تتناول اهتماماتهم ، وأحيانا كثيرة يوقن المرء أن تلك الشائعات لا تنطلق بصورة عشوائية، بل هي صناعة متقنة ومنظمة ولها خبراؤها وأوقاتها المناسبة.فالإشاعة مثل كرة الثلج التي تتدحرج وأثناء تدحرجها يكبر حجمها ويعظم جمهورها.

ترى من أين تكتسب الشائعات قوتها، ومن يقف وراءها ؟ هل لديها قانون يسيرها؟ وما هي العوامل المساعدة على انتشارها؟.

1.      يرى كل من البورت و بوتسمان :

إنها كل قضية أو عبارة نوعية مقدمة للتصديق و تتناقل من شخص لآخر عادة بالكلمة المنطوقة دون أن تكون معايير أكيدة للصدق و تدور حول أحداث أو حول شخصيات و تزدهر الشائعات في غيبة المعايير الأكيدة للصدق.

2.      يعرف كل من تشارلز اندال و احمد ابوزيد :

الشائعة بانها عبارة عن رواية تتناقلها  الافواه دون ان ترتكز على مصدر موثوق يؤكد صحتها . الشائعة هي الترويج لخبر مختلف لا أساس له من الواقع او هي المبالغة في سرد خبر يحتوي جزء ضئيل من الحقيقة.

3.      تعريف جيمس دريفر و أبو النيل:

الشائعة عبارة عن قصة غير متحقق منها في المجتمع و يزعم فيه حدوث واقعة معينة .يعني أنها أحاديث غير موثوقة يتناقلها الناس عن أحوالهم و أحوال بلدهم خلال الشبكة الاجتماعية نتيجة تقييم الأخبار.

قانون الشائعة والعوامل الأساسية في انتشارها:

الشائعة وباء اجتماعي وظاهرة مدمرة يجب مقاومتها و القضاء عليها و يرجع أسباب ترديد الشائعات إلى انعدام المعلومات وندرة الأخبار بالنسبة للجماعة وغالبا نجد أن الشائعة تحتوي على جزء صغير من الأخبار أو الحقائق لكن بعد ترويجها تحاط بأجزاء خيالية حيث يصعب فصل الحقيقة عن الخيال . لقد حاول كل من البورت و بوستمان أن يضعا قانونا أساسيا للشائعة في شكل معادلة جبرية :

شدة الشائعـة = الأهمية × الغمـوض

الأهمية : إن الشخص لا يهتم أساسا بنشر الشائعة طالما لا تعنيه .

الغموض: لا تكفي الأهمية وحدها لرواج الشائعات إذ يجب أن يصحب الأهمية الغموض الذي يحجب الحقيقة.

تكوين الإشاعة وأساسها غالباً ما يكون:

-          خبر من شخص- أو خبر من جريدة - خبر من مجلة- خبر من إذاعة - أو خبر من تلفاز.

العــوامل المساعدة على انتشار الشائعة:

v  تنتشر الشائعة بين الجماعات المتجانسة المتشابهة في خصائصها و خاصة ثقافتها من حيث العقيدة , اللغة, العادات , و القيم , وطرق التفكير فمثلا نجد ان الشائعة أكثر انتشارا في الريف عنها في المدينة بالنظر ان الريف أكثر انسجاما وتجانسا .

v  سهولة الاتصالات وكفاءتها تيسر انتشار الشائعة بين جماعات متعددة .

v  يقل انتشار الشائعة في المجتمعات التي تقرر عقوبات على تداولها .

v  يزداد انتشار الشائعة كلما واكبتنا ظروف ممهدة كأزمة اقتصادية ,حرب عسكرية , أحداث سياسية ........الخ.

أنواع الشائعات:

1.       الشائعة الزاحفة: و هي تروج وتنتشر يبطئ و بشكل غير علني و تنتهي في نهاية الأمر إلى أن يعرفها الجميع بنسج سلسلة لا تنتهي من القصص الوهمية الزائفة مثل القصص العدائية الموجهة ضد المسؤولين لتلطيخ سمعتهم .

2.      شائعـات العنف : هي تلك الإشاعات التي تروج أثناء الكوارث و الانهزاميات لساحقة او الانتصارات الباهرة. من صفاتها أنها تتسم بالعنف و تنتشر بين أعداد كبيرة بسرعة تستند على انفعالات قوية غضب, حزن, فرح.

3.      الشائعــات الغاطسة : الشائعة التي روجت إبان استرداد اللحوم المجمدة هي الشائعات التي تتواتر في ظهورها و إخفائها من وقت إلى آخر .وهي تعاود الظهور إذا تكرر الموقف .

4.       شائعـات الأحلام و الأماني : هي تلك الإشاعات التي تعمل على تنفيذ الحاجات و الرغبات و الآمال ,وهي تعكس تفاؤل ساذج متبوع بالرضا المؤدي الى السرور وغالبا ما تكون هذه الشائعات إبان الحروب , إما بقرب انتهاء المعركة او انتصار باهر حققه الجيش ( إشاعة المدفع العملاق لدى العراقيين ) 

5.      شائعــات الوهـم و الخــوف : يكثر هذا النوع من الشائعات عندما ينتاب الناس الذعر و التوتر و القلق , و منة شانها إضعاف الثقة بالنفس بدعوى انهزامه و أمثلتها الشائعات المبالغ فيها من انتصارات جيوش الأعداء في الحرب وتكبد لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد .                                                                         يتبع