الصراعات النفسية
أساليب التنظيم النفسي
يعمل
الأنا على تحقيق الممكن من اللذة بحيث لا يتعارض ذلك مع الأنا الأعلى و في الوقت
نفسه يعمل على الحد من مطالب الأنا الأعلى وصولا إلى مبدأ التوفيق هذا ما هو إلا
تكيف الشخص مع ظروفه المحيطية . فجميع الصراعات النفسية الداخلية التي يعمل الأنا
على حلها ، لا تخرج عن كونها انعكاسات تعارض بين الشخص و المحيط الخارجي.
و
بمعنى أخر يكمن دور الأنا في التامين الدرجة الأفضل من تكيف الشخص مع واقعه ألمعاشي
، فانخفاض القدرة على التكيف يبعث نحو الاضطراب النفسي .
أساليب التنظيم النفسي:
هناك
مستويان لاسايب التنظيم النفسي ، يميزان
الحياة النفسية ، يتعلق الأمر بالعمليات الأولية و العمليات الثانوية : يمثلان
أسلوبا النشاط الوظيفي للجهاز النفسي كما استخلصهما فرويد ،و يمكن التمييز بينهما
على الأصعدة التالية
1ـ السياقات الأولية:
فمن
وجهة النظر الموقعية ، العمليات الأولية تميز النظام اللاشعوري بينما تميز العملية
الثانوية نظام ما قبل الشعور ـ الشعور.
تخضع
العمليات الأولية لمبدأ اللذة ، و تنشط على مستوى الهو هدفها الوحيد هو التحقيق
الآني للرغبة ، و تعمل على تجنب التوتر و الألم النفسي من خلال السعي الحثيث
لتحقيق الرغبات ، فوفقا لمبدأ اللذة لا تستطيع العمليات الأولية إدراج العناصر
المؤلمة في التفكير إنما هدفها الوحيد هو الإشباع الحالي للرغبات يهدف الهو هنا الى التفريغ الطاقة الداخلية
الحرة ، دون الاهتمام بالقيم و الأحكام المنطقية ] [35 ص 57.
و من
وجهة النظر الدينامكية الاقتصادية، في حالة العمليات الأولية ، تسير الطاقة
النفسية بحرية تامة ، متنقلة بدون عقبات من تصور الى أخر نبعا لأوليات الإزاحة و
التكثيف حيث تسمح بتقنيع شحنة تصور ـ العاطفة ،حتى لا يتعرف عليها و بالتالي تتمكن
من العبور إلى الحيز الشعوري82 ] [ ص 341.
2
ـ السياقات
الثانويــة:
يميز
العمليات الثانوية نظام ما قبل الشعور ـ الشعور، تكون الطاقة في هذا المستوى مقيدة
نتيجة خضوعها لمبدأ الواقع، فالعمليات الثانوية تتشكل شيئا فشيئا خلال الحياة.
تكون الطاقة في حالة العمليات الثانوية مربوطة بالبدا قبل ان تسيل بشكل خاضع للضبط
، ة يتم الاستثمار في التصورات بشكل أكثر استقرارا ، بينما يؤجل الإشباع تخضع
العمليات الثانوية لقوانين المنطق و تدرج مبدا السببية بين مختلف التصورات و
الأفكار يحكم العمليات الأولية مبدأ الواقع ، حيث يصحح و يعدل مبدأ اللذة فيحد من
العمليات الأولية و يعمل على تحقيق الرغبات بصورة متقبلة في الواقع . يتلازم
التعارض ما بين العمليات الأولية و العمليات الثانوية مع التعارض ما بين مبدأ
اللذة و مبدأ الواقع.
من
هذا المنظور تعد السياقات الثانوية تعديلا للعمليات الأولية، بوظيفة ضابطة يساعد
فيهل تشكيل الأنا الذي يتلخص دوره في صد العمليات الأولية،و ليس معناه إن جميع
العمليات التي يتدخل فيها الأنا تكون عمليات ثانوية لقد أكد فرويد أن للأنا جزء
يخضع للعماليات اللاشعورية خصوصا في أساليب الدفاع المرضية.
يقصد
بالعمليات ألأولية استثمارا لرغبة الذي يمكن أن يصل حد الهلوسة و يتطور إلى
الانزعاج الكامل،و الذي يفرض على الأنا تجنيد دفاع كامل من اجل تلطيف للعمليات
السابقة، باعتبارها عمليات نفسية ثانوية 25] [ ص.342-343
المراجـــــــــع
35- BERGERET (J.) et al., la Psychologie pathologique, Paris, Masson
,(1982) .
82- SILLAMY (N), Larousse Dictionnaire de psychologie,
Paris ,(1996).
25-
لابلاش (ج) و بونتاليس (ج ب) ترجمة حجازي (م) ،" معجم مصطلحات التحليل النفسي
"المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ، بيروت ، ط ،1 ،(1985).
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر