الرورشاخ الاخيرة



مؤشرات السير النفسي النموذجي

مؤشرات السير النفسي النموذجي من خلال اختبار الرورشاخ:
خلصت بعض الدراسات التي قام بها كل من بيزمان ، دي تروبنبرغ ، انزيو و شابير ، إلى وجود معايير خاصة بالسير النفسي "السوي" لدى الأفراد الراشدين من خلال اختبار الرورشاخ .
و قد اعتمدنا في بحثنا هذا على هذه الدراسات باتخاذ معاييرها كمؤشرات لتحديد نوعية السير النفسي، تتلخص هذه المؤشرات في النقاط التالية:
الملاحظات العامة حول البروتوكول:
ينبغي أن لا يتميز البروتوكول عموما بالكف، حيث لا يقل عدد الإجابات عن المتوسط المقدر ب 25 إلى 30 إجابة، مقدمة خلال فترة زمنية تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة. إضافة لعدم احتواء البروتوكول على أزمنة كمون و فترات صمت طويلة تستقطع الحديث، مع ظهور عدد قليل من ردود فعل الرفض (عدم رفض أكثر من لوحة أو اثنان ).
طـــرق التنــاول:
ـ إن يحتوي البروتوكول على إجابات كلية بسيطة ، بنسبة تتراوح بين 20 و 30 % ، يعكس هذا النوع من الإجابات ، إذا كان عددها كاف و مرتبط بمدركات سليمة (GF) الجانب التكيفي للسير النفسي، أي وجود هوية قارة وسط محيط معترف به كواقع خارجي مميز عن الفرد و على اندماج الشخص في الواقع.
ـ احتواء البروتوكول على إجابات كلية مركبة ، المعبرة عن توظيف للحركات الإدراكية و الاسقاطية ، أي أن نأخذ بعين الاعتبار الواقع الخارجي مع إمكانية التطرق للصور الداخلية .
ـ أن يحتوي البروتوكول عموما على إجابات جزئية ، بحيث تتراوح نسبة الإجابات الجزئية الكبيرة بين 60 إلى 70 ، و تقدر نسبة الإجابات الجزئية الصغيرة 10 ، أما نسبة الإجابات الجزئية ذات الفراغات البيضاء فلا يجب أن تتجاوز هي الأخرى نسبة 10 و إلا اعتبر ذلك مؤشرا لوجود قلق. على العموم ، يجب أن لا تقتصر طريقة التناول على نوع واحد فقط بل ينبغي أن يشمل البروتوكول على إجابات ذات التناول متنوعة مع الإشارة إلى أن طريقة تناول الواقع قد تعكس إما لراية كلية أو جزئية للمنبه، حيث يمكن لكلتا الحالتين أن تكون محاولة لتجنب مواجهة عناصر المادة التي تعتبر خطرا بما قد تثيره من تصورات مقلقة للواقع الداخلي. (Chabert, c, 1983,)
محددات الإجابة:
ـ تمكن المحددات( +F) في اختبار الرورشاخ من معرفة إلى أي مدي يكون الفرد قادرا على إعطاء محيط يقيم حدود ثابتة بين داخل و خارج الأشياء ، الأجوبة الشكلية تظهر إمكانية الفرد على حصر و تحديد الموضوع بتفريقه و تمييزه عن الإطار المسجل فيه ، التحديد بين الداخل و الخارج يظهر في القدرة على تشكيل أو تصوير موضوع في غلاف إدراكي (شكل) ، يلعب دور حاجز يترجم التفريق الفعلي بين الفرد و العالم الخارجي . تدل الإجابات الشكلية من جهة على نوعية العلاقة مع الواقع و من جهة أخرى على جوانب اسقاطية ، مرتبطة بالمحيط الحدودي و مشكلة بذلك شبه غلاف  إن هيمنة المحددات الشكلية يبين وجود تركيز على المحيط أي استثمار مكثف للحدود  (Chabert, c, 1987)
و عليه يجب أن تكون محددات الإجابة متنوعة و لا تقتصر على نوع واحد فقط بحيث يرد في البروتوكول:
ـ إجابات ذات محددات شكلي(F) بنسبة 60 إلى 65 % حيث تدل على تمسك و تكيف بالواقع.
ـ محددات شكلية ايجابية(+F) بنسبة تتراوح بين 70 و 80 % معبرة بذلك عن تكيف فكري مرن ، فتسمح بتقييم نوعية العلاقة بالواقع و القدرة على التمييز بين الداخل و الخارج .
ـ ضرورة احتواء البروتوكول على إجابات شكلية ايجابية أكثر من الإجابات الشكلية السلبية .
ـ إن لا يحتوي البروتوكول على الإجابات الشكلية ذات الطابع الايجابي السلبي(+-F)
الدالة على غموض التفكير، الشك، التردد، الإحباط و عدم التورط الذي يتطلب اتخاذ القرار.
ـ أن يحتوي البروتوكول على إجابات لونية(C) متنوعة، فالألوان تعد كواقع مادي، موضوعي و اللجوء للألوان كمحدد للإجابة هو قبل كل شيء اخذ بعين الاعتبار لخصوصية الواقع الخارجي، إذ أن بعض الإجابات اللونية يجعل الفرد بعيدا عن الانسحاب أو عدم استثمار الخارج. فتتراوح نسبة هذه الإجابات في اللوحات الملونة( CR) بين 30 و 40 ، معبرة بذلك عن المرونة الانفعالية للفرد، فتعكس الأجوبة اللونية الاستثارة و النفادية و قدرة الفرد على أن يكون قي تناسق  و في موقف متفتح تجاه المحيط الخارجي.(Rausch De Traubenberg N 1983,)
 أن يرد في البروتوكول حركية إنسانية واحدة على الأقل (k) فوجود هذا النوع من المحددات يعبر عن الجانب الإسقاطي . الدال على عمل الخيال الفكري باللجوء للخيال . كما عن ذكاء الفرد و قدرته على ارصان الصراعات ، فالإجابات الحركية الإنسانية (k) تعبر عن الحركات النزوية و كيفية تنظيمها.
مع الإشارة إلى أهمية تميز هذه الإجابات الإنسانية بالوضوح في الانتماء للعالم الإنساني دالة بذلك على سياق تفردي فعال و تقمصات إنسانية نعرفه و مواقف مرنة أما الإجابات الحركية الحيوانية ( Kan) فهي تعبر عن نزعة طفليه.  
ـ أن تكون الإجابات الواضحة الغامضة( Clob) و إجابات التضليل( E) قليلة جدا ، مقارنة ببقية المحددات ، فهي تدل على وجود صعوبات حقيقية في التكيف ، حيث تكشف الإجابات الواضحة الغامضة(Clob) عن ميكانيزمات خوافية و علامات اكتئابية ، بينما تعمل إجابات التضليل على كبت الهوامات التي تثيرها مادة الاختبار (Chabert c, 1987,)
ـ أن ينتمي نمط الصدى الداخلي الدال على الحساسية ، التأثير و النفوذية للعالم الخارجي إلى احد الأنماط التالية .
ـ نمط متكافئ : تتساوى فيه الإجابات الحركية الإنسانية بمجموع الإجابات اللونية(C=K
ـ نمط مبسط مزدوج: تكون فيه الإجابات الحركية الإنسانية اقل من مجموع الإجابات اللونية(C>K ).
محتوى الإجابات :
ـ أن يحتوي البروتوكول على إجابات ذات محتويات إنسانية كاملة (H) بنسبة تتراوح بين 15 و 20 % الشيء الذي يبين مدى الاعتراف بالانتماء للعالم الإنساني و القدرة على تقمص الصور الإنسانية إضافة إلى إمكانية الفرد تصور ذاته في نظام علائقي محدد بوضوح.
ـ أن تميز البروتوكول بقلة الإجابات ذات المحتويات الإنسانية الجزيئية أين يلجا الفرد إلى الإدراك الجزئي بدلا عن الإدراك الكلي للصورة الإنسانية عندما تمثل هذه الأخيرة خطرا مهددا له، كما يمكن لها أن تعبر عن قلق الخصاء .
أن تكون الإجابات ذات المحتويات الحياوانية قليلة لدى الراشد مقارنة بالمحتويات الإنسانية،حيث يدل ارتفاعها على ميكانيزم دفاعي لتجنب ربط العلاقات مع الغير.
- أن يحتوي البروتوكول على إجابات مبتذلة، يتراوح عددها بين 5و7 إجابات، بنسبة تتراوح بين 20و25 % دالة على التكيف مع الواقع الخارجي.
أن كل المعايير السابقة،لا يمكن لها أن تؤخذ بصورة مبعثرة أو في اتجاه واحد،إنما تؤخذ في سياق دينامي  في تفاعلها مع بعضها البعض، فالتحليل و الربط بين العوامل هو الذي يمح بالتحليل ووضع الفرضيات، من حيث اقتراب منتوجية البرتوكول من مؤشرات السير النفسي النموذجي" العادي" أو ابتعادها عنه وعليه كلما ابتعد الفرد عن المؤشرات السير التفسير النفسي النموذجي أما بالارتفاع في المعدلات أو انخفاضها، اعتبر سيره النفسي "هشا" و كلما اقترب منها اعتبر سيره النفسي "جيدا".
و عليه إن تفسير المحتويات يجب إن يرتبط دائما باستشارات الرمزية للوحة.كما يجب الأخذ بعين الاعتبار تردد ظهورها في البرتوكول، إضافة لخصائصها الشكلية( موحدة أو منشطرة) كما من المهم عند التفسير الرجوع إلى المعايير العادية المتماشية مع كل سن.
خلاصة:
نستخلص مما سبق أن اختبار الرورشاخ يمر في مجمله بثلاثة مراحل انطلاقا من اللحظة الالى لتطبيقه ، فمن التطبيق إلى التحليل الكمي إلى التحليل الكيفي .
تبدى عملية التطبيق منذ تقديم تعليمة الاختبار و تعرض اللوحات و على الفاحص تدوين كل الاستجابات بدقة ، ثم التحقيق الذي يأتي مباشرة بعد التطبيق لوحتين أعجبتاه ولوحتين لم تعجباه ، و هذا من بين اللوحات العشر المقدمة له،  و بعد تدوين استجابات المفحوص بشكل دقيق يفرغها المختص في جدول حتى يتمكن من تنقيط الاستجابات ، ثم تحويلها إلى معلومات كمية و نسب مئوية يدرجها ضمن ما يعرف بالبسيكوغرام (PSYCHO GRAMME) لينتقل في مرحلة أخيرة إلى التحليل الكيفي للبروتوكول، و يتطرق فيه  إلى كيفية ظهور استجابات المفحوص من حيث موقعها ، محدداتها و محتوياتها أيضا ، بالإضافة إلى عوامل أخرى قد يتطرق إليها  مفحوص دون الأخر.                                     
   انتهى

Comments

Popular posts from this blog

المحتوى الكامن والمحتوى الظاهر للوحات الرورشاخ

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

السيكودراما الجزء الاول

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

اختبار الرورشاخ 01

البيدوفيلايا المتسلسلة .Pédophile en série

السيكودراما ؟

المسرحية النفسية

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)