الراقي-The Exorcist
طارد الأرواح الشريرة - الراقي-
The Exorcist
الايمان بتلبس الجن
والأرواح الشريرة لأجساد البشر يعود في جذوره إلى أقدم العصور، فالقدماء كان لديهم
اعتقاد راسخ بأن السبب الرئيسي لمعظم الأمراض الجسدية و النفسية يعود في الأساس
إلى المس الشيطاني، لطرد هذه الشرور لجؤوا إلى ممارسة طقوس معينة يؤديها الكهنة في
معابد الآلهة في العصور القديمة، ثم وجدت هذه الطقوس طريقها لاحقا، مع ظهور
الأديان السماوية ، إلى الكنائس والمساجد فراح القساوسة والمشايخ يمارسونها هناك.
بغض النظر عن حقيقة المس
الشيطاني ورأي العلم فيه، كانت القصص المتعلقة بهذا الشأن تثير الرعب على الدوام،
فلا عجب إذن من أن تتحول إحدى تلك القصص إلى فيلم سينمائي.
في عام 1949 نشرت الجرائد
الأمريكية عدة مقالات وتقارير حول قيام بعض القساوسة بإجراء جلسات ناجحة لطرد الأرواح
الشريرة من جسد فتى في الرابعة عشر من العمر يدعى رونالد (Roland Doe ) وهناك مصادر أخرى أطلقت
عليه أسم روبي (Robbie
Mannheim ) - وفي الواقع لا يعلم احد على وجه الدقة
الاسم الحقيقي للفتى لأن الكنيسة تكتمت على جميع معلوماته الشخصية.
أتاحت فرصة الحصول على نسخة
من يوميات احد القساوسة الذين شاركوا في الرقية و طرد الشيطان
من جسد الفتى، لوليم بيتر بلاتي (William Peter Blatty) كتابة روايته الشهيرة "The Exorcist "عام 1971 حيث تصدرت
قائمة أكثر الكتب مبيعا لسنة كاملة، وقد كان هذا النجاح دافعا قويا لتحويل الرواية
إلى فيلم سينمائي.
يتكلم الفيلم عن فتاة صغيرة تدعى ريجان لم تبلغ 15 عامًا يتلبسها
الجن، و نلاحظ تأثير هذه الأمور على تصرفاتها و فيصبح صوتها خشن وتظهر كتابات وخطوط
غريبة على جسدها و بالتالي تأثير هذه الأعراض على عائلتها، تبدأ الأم بالبحث عن معالجين
لبنتها من أطباء نفسيين و غيرهم، لكن الفحوصات أظهرت سلامة جسد وعقل الفتاة من أي مرض
عضوي، ومع هذا تسوء حال ريجان باضطراد وتزداد تصرفاتها غرابة يوما بعد أخر إلى أن تقتنع
الأسرة بان أنها تحتاج إلى مساعدة الروحية ، فتلجا إلى خدمات القس (داميان كاراس).
تم نقل ريجان إلى المستشفى،
وبدء ثلاثة قساوسة برئاسة الأب بوديرن يتهيئون لإجراء الطقوس. الجلسة الأولى كانت عنيفة
وظهرت على جسدها عبارات مثل "شر" و "جحيم"، وراح يكيل الشتائم
والسباب للقساوسة كما تمكن من توجيه ضربة قوية مباغتة كسرت انف احدهم.
بعض الاعترافاتّ:
القس هالوران كان احد القساوسة
الثلاثة الذين أجروا جلسات طرد الأرواح الأخيرة لريجان ، قال بأنه لم يشاهد شيئا خارقا
للمألوف أثناء تلك الجلسات، لا أثاث يتحرك من تلقاء نفسه ولا أواني تطير في الهواء
ولا علامات وكتابات مبهمة تظهر وتختفي على جسد ريجان .. في الحقيقة كان ريجان تبكي
وتعصرخ وتتقيأ أحيانا، وهذه كلها أمور طبيعية يمكن تفسيرها، أما النبرة المخيفة والصوت
الأجش فالأب هالوران كان موقنا بأن الفتى كان قادرا على إصدار هكذا أصوات بنفسه. وبالنسبة
للكلمات اللاتينية التي زعموا بأن الفتى كان يلعن ويشتم بها، فالأب هالوران اعتقد بأن
الفتى كان يعيد تكرار الكلمات التي كان الأب بوديرن يرددها أثناء تلاوة النصوص الدينية.
والأطباء النفسيين لهم رأي أيضا في القضية، فهم يعتقدون
بأن جميع تصرفات ريجان يمكن تفسيرها علميا وان حالتها بأكملها لا تعدو كونها حالة نفسية.
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر