الجهاز النفسي

يعرف فرويد الجهاز النفسي في  كتابه تأويل  الأحلام  عام 1909 بمقارنته بالأجهزة العضوية ، وهو  يحاول بذلك  جعل تفسير النشاط النفسي  مفهوما  من خلال  تقسيم هذا النشاط الى وظائف و الحاق كل وظيفة بجزء من الأجزاء المكونه لهذا الجهاز(LA PLANCHE P.et PANTALIS J.B., 1967, P.224).

يظهر مفهوم الجهاز النفسي أكثر وضوحا عند التطرق إلى المبادئ الأساسية والآليات النفسية التي تحكم الحياة النفسية للفرد. حيث يتناول التنظيم العقلي في التناول التحليلي حسب وجهات نظرية أساسية ومتكاملة فيما بينها فهي, وجهة النظر الدينامكية وجهة النظر الاقتصادية, وجهة النظر الموقعية.

وجهة النظر الدينامكية:

يقصد بها وجهة النظر التي تدرس الظواهر النفسية, باعتبارها نتاجا للصراع ولتركيبة القوى ذات المنشأ النزوي التي تمارس نوعا معينا من الاندفاع.

تقود وجهة النظر هذه إلى اعتبار الظواهر النفسية , كنتاج لتنسيق أو تركيب لقوى متضادة, حسب وجهة النظر هذه الاضطراب النفسي , يفسره صراع قوتين, أي تضاد قوتين اللاشعور الذي يبحث عن الظهور وقمع النظام الشعوري الذي يعارض هذا الظهور.

حسب فرويد الصراع هو تضاد نزوتين رئيسيتين وهو تظاهرة لديناميكيات متعارضة هيئات الجهاز النفسي فيما بينها ومع العالم الخارجي.

نتاج هذا التركيب من القوى يسمى في الميتابسيكولوجيا بتكوين التسوية , هذا المفهوم الذي يتواجد أيضا في تكوين الأحلام والأعراض) . (LAPLANCHE P. et PANTALIS J.B., 1967, P.123-124              

                                 

وجهة النظر الاقتصادية:  

هي نظرية الحركة وتوزيع الطاقة النزوية بين الهيئات , يأخذ هنا بعين الاعتبار فكرة الطاقة النفسية ومفهوم  الكمية, حيث يطلق الوصف الاقتصادي على كل ما يتصل بالفرضية القائلة بان العمليات النفسية تتمثل في سريان وتوزيع طاقة قابلة للحكم الكمي *هي الطاقة النزوية*, أي أنها قابلة للزيادة والنقصان والتعادلات.

وجهة النظر هذه تهتم بدراسة كيفية تسيير هذه الطاقة, كيف تستثمر وتوزع بين مختلف الهيئات, المواضيع أو مختلف التصورات.الحياة النفسية تأخذ بعين الاعتبار , التصورات من جهة ومن جهة أخرى الوجدانات المرتبطة , هذا المفهوم الوجدانات يمثل الجانب الكمي لحمل انفعالي ولكن أيضا وخاصة الجانب الكمي لاستثمار التصورات بهذه الحمولة , هذه الطاقة النفسية تأخذ مكانها في الخزان النزوي . تتخلص وجهة النظر الاقتصادية في اخذ الاستثمارات بعين الاعتبار لجهة حركتها وتقلبات شدتها والتعارضات التي تقوم فيما بينها أي فكرة » الاستثمار المضاد « .مع الإشارة إلى إن الاستثمار يقصد به ارتباط طاقة نفسية معينة بتصور أو بمجموعة من التصورات وجزء من الجسد أو بموضوع ما (BERGERET J.et al.,1982,P .44) .

و يتلقى الجهاز  النفسي اثارات ذات منشأ خارجي أو داخلي وتمارس هذه الأخيرة »  النزوات «  اندفاعا ثابتا بشكل /مطلبا للشغل/ وبشكل عام يمكن وصف كل النشاط الوظيفي للجهاز النفسي بمصطلحات اقتصادية مثل : الاستثمارات , سحب الاستثمارات, الاستثمارات المفرطة.

و نشير هنا إلى أن الاستثمار يقصد به ارتباط طاقة نفسية معينة بتصور أو مجموعة من التصورات او جزء من الجسد أو بموضوع ما (IBID , P. 130- 131).

يستقبل الجهاز النفسي الإستثارات من العالم الخارجي أو الداخلي و تمارس هذه الأخيرة ( النزوات) اندفاعا ثابتا بشكل مطلبا للشغل و بشكل عام يمكن وصف كل النشاط الوظيفي الجهاز النفسي بمصطلحات اقتصادية مثل : الاستثمارات ،سحب الإستثمارات و الإستثمارات المفرطة.

تقوم صلة وثيقة ما بين الفرضية الاقتصادية و ما بين وجهتي النظر الأخيرتين: الموقعية و الديناميكية ناذ يعرف فرويد في الواقع كل من أركان الجهاز من خلال أسلوب نوعي لسريان الطاقة: وهكذا فهو يخص ضمن إطار النظرية الأولى للجهاز النفسي ،النظام اللاشعوري بالطاقة الحرة ،و النظام ما قبل الشعوري بالطاقة المربوطة ،و يخص الشعور بطاقة الاستثمار المفرط المتحركة.كما تتضمن الفكرة الديناميكية حول الصراع النفسي تتبعا لفرويد،ضرورة اخذ ميزان القوى الحاضرة بعين الاعتبار »أي قوة النزوات ،قوة الأنا وقوة الأنا الأعلى «   . (LA PLANCHE P. et PANTALIS J.B., 1967, P.126-127)

 وجهـة النظـر الموقعية:

تعتبر وجهة النظر هذه عن وجود تمايز في الجهاز النفسي إلى عدد من الأنظمة التي تتصف بخصائص أو وظائف مختلفة و تتوزع تبعا لنظام خاص بالنسبة لبعضها البعض و هي تعتبر مجازا عن مواضيع نفسية يمكن إعطائها تصور مكاني تشبيهي فمصطلح الموقعية يؤكد على الترتيب المكاني أي وجود أمكنة نفسية متمايزة لكل منها طبيعة خاصة و نموذجا مختلفا من النشاط  (BERGERET J.et al., 1982, P .44).

يوجد في هذا الإطار موقعين : ترتبط الموقعية الأولى بأنظمة الشعور ما قبل الشعور و اللاشعور ، أما الموقعية الثانية فهي ترتبط بهيئة الهو، الأنا و الأنا الأعلى.