مآل الصراع النفسي

اين عقلي

فيلم أين عقلي فيلم مأخوذ عن قصة قصيرة لإحسان عبد القدوس تحت عنوان "حالة الدكتور حسن". قصة تعالج عقدة نفسية اجتماعية ، أبطالها الدكتور توفيق وعايدة والدكتور زهدي.

يتحدث فيلم  "أين عقلي"  عن الدكتور توفيق، الذي يظل أسيراً لتقاليد الشرف وغشاء البكارة ، بالرغم من تحرره وتطبعه ببعض تقاليد الحضارة الأوروبية عندما كان يدرس هناك . ويكون عاجزاً عن التوفيق بين عقله المتحرر ، وبين البيئة التي تربى فيها والتي تجعله متخلفاً ، بالمقارنة بتفكير القرن العشرين      .

يتزوج الدكتور توفيق بعد عودته من أوروبا  من عايدة وهي فتاة متحررة مرحة متفوقة رياضيا ودراسيا، تعرفت على الشاب شريف وأحبته، وتطورت علاقتهما حتى أخطأت معه،فقدت عذريتها وقبل الزواج بيومين يتوفي اثر حادث مرور.

حاولت مرارا أن تتحدث معه عن علاقتها مع خطيبها السابق المتوفى ، إلا أن الدكتور توفيق ، باعتباره رجل متحرر  لا يتيح لها أية فرصة ويؤكد لها بأنه لا يريد أن يعرف شيئاً عن ماضيها ، فالماضي ملكها هي .        لكن في ليلة الدخلة اكتشف أن زوجته ليست عذراء، فيصاب بأزمة نفسية حادةً بسبب صراع داخلي رهيب بين التقاليد و بين وضعه الاجتماعي الجديد المثقف المتحرر: يعني بين الأنا و الأنا الأعلى

تلاحظ عايدة تغير في تصرفات زوجها ، التي أصبحت مليئة بالشك و الارتياب،مرة يوهمها بالجنون ،مرة أخرى يوقعها في حًيل النسيان .لذا تعرض نفسها على طبيب نفسي الدكتور زهدي. تروي عايدة للطبيب مشاكلها مع زوجها و أخبرته بأنها اكتشفت ان زوجها توفيق، يقرأ فى كتاب "كيف تصنع مريضا نفسيا" والذي يتحدث عن الطرق التى كانت تتبعها المخابرات، للتأثير على معارضي النظام، لإقناعهم بأنهم لايرون ولايسمعون جيدا، وينسون بنسبة كبيرة، وقد وضع خطوطا تحت بعض الفقرات، وكتب ملحوظات، نفس الأشياء التي كان يتبعها معها . اتهمت زوجها بأنه يحاول أن يصل بها إلى حالة من الجنون .

بعد الاتاكد من مرض توفيق أضطر للخضوع لجلسات العلاج، بعد أن تركته زوجته ، واكتشف الدكتور زهدى ان توفيق عاش فى الريف، وشاهد إهتمام والده الشديد ببكارة ابنته، وكذلك أهل القرية، وهى الأشياء التى يرى انها غير ذات اهمية، خصوصا بعد ان سافر الى باريس، واكتسب تقاليد الغرب، ورأى ان الاهتمام بعذرية النساء شيئ من التخلف، ،  فكيف لشخص متحضر يحاسب زوجته على ماضيها، ولذلك كان يسافر للإسكندرية، ويمارس الجنس مع الساقطات اللائي فقدن عذريتهن، ليثبت لنفسه ان كل النساء مثل زوجته ، لسن عذارى.

 أمسك الدتور زهدي بعقدة توفيق النفسية، وبعد التداعي و التفريغ الانفعالي و اخراج الكبت إلى سطح الوعي  تحسنت حالته .