الجن والمرض النفسي
المرض النفسي
و الثقافة !
إن الاعتقاد السائد
لدى عامة الناس ونسبة غالبة من علماء الدين الإسلامي، أن المرض النفسي مصدره المس بالجن،
أي أن المريض يسكنه جن أو شيطان، أو على الأقل تحت تأثير السحر أو العين أو الحسد.
وقد ساعدت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة لتدعم هذا الرأي الميتافيزيقي
الذي لا يمت لروح العلمية البتة التي طالما تباهى بها تيار أخر من علماء المسلمين يبقى
هذا الرأ ى هو السائد عند غالبية المجتمع العربي و الإسلامي و رغم زعم العديد من مثقفين
المسلمين أن علماء الإسلام ا هم من أبدع المنهج العلمي ، كالحسن ابن الهثيم ،الرازي،
و الكندي...قبل كلود برنا رد و نيوتن.
فلماذا مازلت عقلية
الشعوب العربية و الإسلامية تفسر الظواهر الطبيعية و النفسية بطريقة لاهوتية أحينا
و ميتافيزيقية تارة أخرى؟
إلا أن ظاهرة اللجوء
إلى الرقاة استفحلت بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة، من اجل العلاج و إيجاد
الراحة النفسية و حل بعض المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية.
و لم تعد هذه الظاهرة
تمس شريحة واحدة من المجتمعات العربية و الإسلامية بل طالت جميع طبقات المجتمع الفقيرة
منها و الغنية المثقفة- من حاملي الشهادات العليا- و الأمية.
إن المؤشرات التي
جاء بها تقرير المركز العربي للبحوث ان اكثر من 12 بالمائة من عدد سكان الدول العربية
يعتقدون بأنهم ممسوسين و أكثر من 150 ألف على الأقل يشتغل في مجال العلاج بالرقية ناهيك
عن المشعوذين.... فما هي الأسباب
التي دفعت بهذا الكم الهائل من المرضى يلجئون إلى هذا نوع من المعالجين-
إن صح التعبير-؟
إن أعداد كبيرة
من المرضى النفسيين يقصدون الشيوخ والمطوعين للجن الذين اشتهروا بعلاج التلبس
وإزالة اثر السحر والعين والحسد ويدفعون أموالاً طائلة توقعاً
للشفاء .
الغريب في الأمر
أن هؤلاء المعالجين ليس لديهم وسائل تشخيص محددة، بل يؤكدون لكل مريض
يقصدهم بأي نوع من الأعراض النفسية المتعارف عليها عالمياً بأنها
من فعل السحر أو العين أو الحسد أو الشيطان، فالصرع من فعل الجن،الهستريا HYSTERIA
من فعل الحسد ، obsessive
compulsive disorder الوسواس القهري من فعل الشيطان
و الاكتئاب من فعل العين. بصفة عامة يعتقد هؤلاء أن المرض النفسي يحدث بسبب لبس الجن
.
الإصابة بالأمراض
النفسية تحدث بسبب اختلال في المخ
البشرى و بالتالي في الوظائف النفسية و البيولوجية
للإنسان .
فعلا. ختى بعد التشخيص المرضي للخالات من قبل المختصين غير ان اولياء الامور والحالات يلجؤون الى الرقية بكل يقين على انهم بعانون اما مس او سحر او حسد...
ReplyDeleteحقيقة ، لان الوطاة الثقافة اقوى من الحقيقة العلمية او الطبية.و الاعتقاد السائد ان الراقي يعالج يعطل العقل عن التفكير.هذا من جهة و عدم ايمان الفرد بالطب النفسي والافكار المنسوبة اليه جعلت التعاطي مع هذه المواضيع كطابوهات.
Deleteفعلا
ReplyDeleteشكرا على مرورك وسام
Deleteبالفعل توحد الأمراض النفسية التي تستلزم العلاج الطبي... و توجد أيضا الأمراض الروحية التي تتشابه أعراضها في بعض الأحيان مع الأمراض النفسية و التي تستلزم علاجا خاصا لا ينفع معه الطب في شيئ
ReplyDelete