السحر ،الجن و العين


السحر ،الجن و العين
الراقي،الطبيب النفسي و المشعوذ

إن ظاهرة اللجوء إلى الرقاة او ما اصطلح عليه العلاج بالقرآن استفحلت بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة من اجل طلب العلاج او إيجاد الراحة النفسية او حل بعض المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية .
عرفت الجزائر كالعديد من الدول العربية و الإسلامية  في العقود الأخيرة انبعاثا وانتشارا لهذه الظاهرة  في أوساط المجتمع و هذا الانبعاث والانتشار الكبير يرده البعض إلى عوامل اقتصادية ،اجتماعية و ثقافية ،ويرده البعض الأخر إلى تفاقم الاضطرابات النفسية او العقلية.


ولا يقتصر زبائن الرقاة على جنس معين أو شريحة خاصة من الناس بل تشمل جميع الشرائح الاجتماعية النساء والرجال على حد سواء ، و تذكر الإحصائيات ان نصف النساء العربيات يؤمن بالسحر ، العين و الحسد ، وهناك حوالي نصف مليون راقي يمارسون أنشطتهم سراً وعلانية في الدول العربية، فيما ينفق العرب نحو 5 مليارات دولار سنوياً على الرقية و مشتقتها.
لم تعد هذه الظاهرة تمس شريحة واحدة من المجتمع بل طالت جميع طبقات المجتمع الفقيرة منها و الغنية ، المتعلمة و الأمية  سواء في الدول الغربية او الدول العربية ،ففي فرنسا مثلا تجد أكثر من 2000000 شخص يمارس العلاج الروحي حيث عُقَدت العديد من ندوات النقاش على القنوات التليفزيونية تَطرح عودة الرقية Le retour d’exorcisme في المجتمع الفرنسي اما في أمريكا و كندا انتشرت هذه الظاهرة حتى أصبح لها قنوات فضائية  تدعم رؤيتها.
اما في العالم العربي و الإسلامي فرُصدت العديد من القنوات الفضائية و التي تقدر بالعشرات حيث  تُكلفُ الواحدة منها 9 آلاف دولار شهريا كإيجار لدبدبة على القمر الصناعي بدون تجهيزات و الفنيين هذا من جهة ،و من جهة اخرى فالقنوات الدينية لا يخلو شريطها  اعلاني  من اعلانات تروج  لعلاج المس، السحر ،العين و مشاكل اخرى.
يذكر المركز العربي للبحوث في تقرير له  2003 أن أكثر من 12 % من عدد سكان الدول العربية يعتقدون بأنهم ممسوسين و أن 70 الى 80  % من المرضى في المجتمع العربي يترددون على المعالجين الشعبيين طلبا للعلاج.
وخلصت دراسة ميدانية اجراها محمد حامق من جامعة الجزائر 02 في عام 2013 تناولت موضوع العلاج بالرقية ووسائل التشخيص والعلاج التي يعتمدها الرقاة لعلاج المريدين  الى:
ü    80 % من المصابين بالاضطرابات النفسية في الجزائر يقصدون الرقاة بهدف العلاج.
ü    50 %   من الرقاة يعملون كبائعي أعشاب.
ü    90   % منهم لا يمتلكون مقرات خاصة.
ü    90 % من الرقاة يرتدون قميص نصف ساق مع طاقية.
ü    70 % من العملاء يقصد الراقي بسبب السحر حيث كان هو  الدافع الرئيسي للذهاب
ü    20 % وهي نتيجة الإصابة بالعين (الحسد).
ü    10 %  من العملاء يقصدون الراقي بسبب المس الجني او الشيطاني.
ü    95 % من الرقاة دون المستوى الجامعي.
ü    90% من الرقاة من ذوي المستوى المتوسط.
فهذه الإحصائيات تبعث بحالة من الخوف على نمط تفسير المشاكل النفسية و المشاكل السلوكية في المجتمع الجزائري ، ومن المفروض حينما يصاب أي إنسان بمرض فإنه يلجأ دائما للبحث عن العلاج المناسب لحالته . أما في المرض النفسي فأن الأمر يختلف اختلافا كبيرا حيث يعتقد الكثير من الناس أن المرض النفسي يحدث أولا نتيجة لضعف الإيمان لدى الإنسان  وإنه لكي يتغلب علي هذا المرض يحتاج للتوبة عن الكثير من المعاصي التي ارتكبها في حياته ، و يجب عليه أن يتقرب إلى الله وأن يكثر من العبادات حتى يستطيع التغلب على معاناته النفسية.



Comments

Popular posts from this blog

اختبار الرورشاخ 01

السينما و الأمراض العقلية فيلم المعتوه

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

البنية النفسية حسب بارجوري

نظرية التعلم البنائية المعرفية لجان بياجيه

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

عادل إمام و بلاجيا الأفلام الأجنبية

السيكودراما ؟

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)