الإنكار / العــــزل /العقلنــــة

الإنكار

هي وسيلة يلجا إليها الشخص الذي يبوح بإحدى أفكاره، رغباته، أو مشاعره التي كانت مكبوتة حتى اللحظة و لكن يستمر في نفس الوقت في الدفاع عن نفسه من خلال إنكار تبعيتها له(LAPLANCHE P. et PANTALIS J.B., 1967, P.112).
و لهذا يرى بيرون أن الإنكار يترجم بداية الاعتراف و قبول شيء ما كان حتى اللحظة مكبوتا (PERRON  R., 1985, P. 176).

التصور النزوي المزعج لا يكبت و يظهر إذن في الشعور ، و لكن الفرد يدافع ضده برفض قبول أن الأمر يتعلق بنزوة تمسه شخصيا ، و عليه فان تصور ما يمكن إن يصبح إذن شعوري بشرط أن يكون أصله منفي ، الإنكار يكون أكثر في مستوى الادراكات الخارجي بينما الكبت يكون على المجموع النزوي.
يجدر التمييز بين الإنكار عن النفي ، و هذا الأخير عن الإلغاء حيث يتعلق النفي باستبعاد او حذف تصور مزعج ، ليس بالمحي (الإلغاء) أو بالرفض (الإنكار) و لكن بنفي الواقع و حتى التصورات المرتبطة به أي رفض إدراك واقعة تغرض نفسها في العالم الخارجي فهو رفض واقع مدركات معاشة خطيرة او مؤلمة للانا .
العــــزل
يتلخص في عزل احد الأفكار أو التصرفات وصولا إلى قطع روابطه ببعض الأفكار أو التصرفات وصولا إلى قطع روابطه ببعض الأفكار الأخرى ، و من عمليات العزل حالات التوقف المؤقت في مجرى التفكير او الصيغ او الطقوس و كل الإجراءات التي تتيح على وجه الاجمال أقامة هوة في التسلسل الزمني للأفكار و الأفعال .


يبدو العزل هكذا على انه قضاء على إمكانية الاحتكاك أو وسيلة لتجنب الشيء للملمس ، في حين يعزل الفرد انطباعا او نشاطا من خلال التوقف المؤقت ، فهو يعبر رمزيا ، على انه لا يسمح للأفكار التي تتعلق بهذا الانطباع او ذاك النشاط ، أن تتصل من خلال الترابط مع ما عداها من الأفكار .
فإذا لم تكبت التجربة الصدمية في اللاوعي ، فإنها تحرم من العاطفة الخاصة بها ، كما تقمع علاقاتها الترابطية ، او تقطع مما يجعلها تستمر و كأنها كانت معزولة أو كأنها لم تبرز من جديد في مجرى النشاط الفكري . إذ يتم الدفاع من خلال فصل التصور الغير قابل للاحتمال عن العاطفة الخاصة به ، و يبقى التصور في اللاشعور ن حتى بصورته المخفقة و المعزولة يتلخص العزل في فصل روابط تداعيات فكرة او فعل ما مع ما يسبقها و ما يتلوها في الزمن
على وجه التخصيص LAPLANCHE P.et PANTALIS J.B., 1967, P. 215-216)).
و عليه يحمل مصطلح العزل معنيين :
ـ استبعاد الوجدان المرتبط بتصور (فكرة ....) صراعي بينما التصور المقصود يبقى شعوري.
ـ انفصال اصطناعي بين فكرتين او سلوكين هم في الأصل متصلين وارتباطهما او علاقاتهما لا يمكن الاعتراف بها دون قلق لدى الشخص .
العقلنــــة

هي عملية ، اين يحاول الفرد من خلالها إعطاء صياغة منطقية لصراعاته و انفعالاته بهدف السيطرة عليها ، أي تغليب التفكير المجرد على بروز الانفعالات و الهوامات و الاعتراف بها حيث أن هذا التعرف يحدث القلق .
تصفها أن فرويد بأنها عملية : يحاول الأنا من خلالها السيطرة على النزوات من خلال ربطها بأفكار ، يمكن التعامل الواعي معها . فلا يتعرض الفرد إلى مشكلاته إلا بأسلوب عقلاني عام ( LAPLANCHE P. et PANTALIS J.B., 1967, P.204-205).
يتقارب مفهوم العقلنة من أوليات أخرى ، و بصفة أساسية من التبرير فمن الغايات الرئيسية للعقلنة إبعاد التأثرات العاطفية و تحبيبها بينما يحتل التبرير في هذا الصدد موقعا مختلفا :
فهو لا يتضمن تجنبا منتظما للمؤثرات العاطفية إنما يسيغ عليها دوافع هي اقرب إلى المعقول منها إلى الحقيقة ، و ذلك بإعطائها تسويغا عقلانيا او مثاليا .


Comments

Popular posts from this blog

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

المحتوى الكامن والمحتوى الظاهر للوحات الرورشاخ

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

اختبار الرورشاخ 01

خرافة السحر

الاشاعة و سيكولوجية الجماهير

البنية النفسية حسب بارجوري

ملخص العلاجات النفسية المنشور 05

La Regression /النكوص