العلاج السلوكي
يظهر الاتجاه السلوكي جديدا في أفكاره و طرق علاجه و لكننا إذا عدنا إلى
التاريخ نجده قديما تفطنت له علماء أمثال Hyppocrate الذي كان أول من استعمل طرق تعريض المصابين بالمخاوف
لموضوع خوفهم ، كما استعمل أصحاب اليوغا YOGA طريقة التغذية الرجعية و الاسترخاء دون تسميتها
كذلك. و قد اعترف بمحاولة F.leuret في القرن 19 على أنها البداية الأولى لعلاج السلوكي. ثم تبعتها محاولات Perrond
1873 بعلاج المخاوف عن طريق تعريضهم للمثير. و بعدها ظهرت طرق سحب الحساسية
المنتظم لـ Wolpe بين 1952-1958. و يعود الفضل لـ Blaise pascale في استعمال كلمة السلوكية لأول مرة ثم أخذت كلمة behaviorisme للكلام عن هذه الطريقة العلاجية.
و في الواقع لعب Pavlov دورا هاما و قدم خدمة كبيرة لإرساء السلوكية، ثم
تبعه Watson و Raymer.
تعريف السلوكية:
هو > سلسة منتظمة من الأفعال تهدف إلى تكيف الفرد مع
ظرف مثلما يدركه و يؤوله < حسب Cottraux.
و عليه فإن السلوك ليس فقط ما يصدر عن الإنسان من حركات جسمه و لكنه يجمع
كل الاستجابات الداخلية و الخارجية للمحيط الذي يعيش فيه كما هو مبين في الجدول:
مـنـبـه
|
إستجابة
|
مفتوحة خارجية
|
شفوية
|
حركية
|
|||
مغلقة داخلية
|
الأفكار
|
||
الانفعال
|
|||
صور ذهنية
|
|||
استجابة فزيولوجية
|
تعريف العلاج السلوكي:
هو تطبيق علم النفس بالطرق العلمية على العلاج النفسي بحيث أنها تستعمل
منهجية تجريبية من أجل فهم و تغيير الاضطرابات النفسية التي تعيق حياة العميل و
التي تضطره إلى الاستشارة المتخصصة. فالعلاج السلوكي يهدف إلى إحداث تغيرات في
سلوك الفرد تجعل حياته و حياة المحيطين به أكثر إيجابية و فعالية معتمدا على
الحقائق العلمية و التجريبية في ميدان السلوك و نظريات الشخصية و نظريات التعلم.
نظريات التعلم:
أشهرها 04 نظريات نذكرها حسب ظهورها:
1- نظرية التعلم الشرطي: Conditionnement classique
ترتكز في مجملها على نظرية و أبحاث بافلوف التي تقوم على مبدأ: المنبه يولد
إستجابة، و تعود هذه النظرية إلى اكتشافه للفعل المنعكس، إذ أثبت في تجاربه على الكلاب أنه يمكنها أن تستجيب
بإفراز اللعاب لمنبهات محايدة كصوت الجرس أو رؤية الضوء إذا ما اقترن تقديم المنبه
المحايد بمنبه أصلي هو الطعام. و هو ما نسميه بالتعلم الآلي.
و يقوم مبدأ التعلم الشرطي عل اقتران حدوث المنبه الشرطي (جرس) بالمنبه
الأصلي (طعام) أو أن يسبق المنبه الشرطي المنبه الأصلي بوقت ضئيل ( 0.5 إلى 10
ثواني) حتى لا تتدخل عوامل مشوشة تمنع تكون الارتباط. و بعده يمكن أن تحدث عملية
التعميم généralisation كما قد يحدث أن نتعلم الاستجابة لسلسلة من المنبهات
الشرطية التي تحيط بالمنبه الأصلي la surgénéralisation مثال : الرسوب في الامتحان يقترن
بالمعلم، المادة، و بعض الظروف المحيطة. و تسمى هذه العملية بالمستويات العليا من
التشريط التي يتم من خلالها استبدال منبه شرطي واحد بسلسلة من المنبهات الشرطية
يستجيب لها كلها بنفس الطريقة. و قد ينطفئ ما تم تعلمه عند اختفاء الرابطة بين
المنبه الأصلي و الشرطي (مثال: خروج الطفل إلى الطريق دون حدوث تعدي عليه). و عند
عودة الرابطة تعود الاستجابة بقوة أكبر و قد تعود تلقائيا.
ثم طبق واطسن هذه النتائج على ظواهر سلوكية عديدة بما فيها الأمراض النفسية
و علاجها. و منه فنحن نستجيب و نتصرف نحو الكثير من الأشياء المحايدة إذا ما أصبح
ظهورها شرطا من شروط منبهات أخرى تشبع حاجاتنا الرئيسية للطعام و الجنس و
المكانة أو تهدد إشباعنا لهذه الحاجيات. فالقلق و الخوف و التفاؤل و التشاؤم
يمكن تفسيرها على أنها استجابات شرطية لمنبهات اكتسبت قدرتها على إثارة هذه
الجوانب السلوكية بسب ارتباطها بأحداث تبعث على الضرر أو النفع هكذا ، فالكثير من
عاداتنا الصحية أو المرضية استجابات اكتسبناها بهذا الشكل.
2- نظرية التعلم الفعال: Conditionnement opérant
وضع أسسه العالم و الباحث سكينر في 1953 و يقصد بها أن السلوك يتوقف على ما
يتبعه من نتائج إيجابية (التدعيم، المكافأة ) أو السلبية (العقاب). فهو يتزايد
تواتره بعد النتائج الإيجابية و ينقص بعد النتائج السلبية بسبب سلوكات التحاشي
التي تصدر من المصاب.
إذا لم تتبع السلوك أية نتيجة لا سلبية و لا إيجابية فإنه ينطفئ، و أغلب
الشذوذ في سلوك الطفل يتم تعلمه بهذه الطريقة مثل العدوانية، فالاهتمام بها و
الانتباه لها يدعمها، و لهذا فشل العلاج التقليدي لأنه يحدث تدعيما خاطئا بينما
الإشراط الفعال يهتم فقط بأنواع السلوك الصحية و الإيجابية.
و يقوم هذا النوع من الإشراط على مبادئ أساسية هي التدعيم الإيجابي و
السلبي و التي يمكن تعريفها كالتالي:
- التدعيم الإيجابي: يقصد بها بأن النتائج التي تأتي بعد السلوك تزيد من حدوثه و تكراره
و تشير إلى المكافآت و الحوافز التي نستخدمها لتشجيع ظهور السلوك المرغوب فيه
و نميز منها:
- المكافآت الأولية: أو المباشرة أو المادية مثل
الطعام ز المال و غيرها
- المكافآت الثانوية: أو الغير مباشرة مثل التدعيم
الاجتماعي كالمدح و الابتسام و التربيت.
- التدعيم السلبي: يأتي لإيقاف أو إبعاد حدث مزعج. أي إذا حدث السلوك المرغوب فيه يؤدي
إلى تحاشي حدث مزعج أو إبعاده.
و لا بد أن يخضع التدعيم الإيجابي أو السلبي لشروط تضمن
فعاليته و هي :
§
أن يكون المدعم محبوبا و مرغوبا من طرف الطفل.
§
أن يكون للمدعم قيمة تتماشى و الجهد الذي يبذله الفرد للحصول عليه.
§
أن يكون المدعم تابعا للسلوك المرغوب فيه فورا.
§
أن يكون تقديم المدعم متقطعا أي يقدم أحيانا و يحجب أحيانا لكي يكون السلوك
المكتسب أكثر استمرارية.
- العقاب: يقصد به لقديم مدعم مؤلم إثر ظهور السلوك الغير مرغوب فيه، مثل الضرب و الحرمان و الجزاءات. و قيمة العقاب في إطفاء السلوك الشاذ مؤقتة.
يتبع
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر