Le refoulement/الكبت

الدفـــــاع 02

يبعث مفهوم الدفاع نحو مفهوم الخطر، وعليه لا يمكن تواجد الدفاع في غياب الخطر، فيعرف الخطر على انه كل نشاط يهدد الفرد بصفة عابرة أو نهائية بحيث تتبعثر القوى التي تؤمن توازن الطاقة، ويمكن لهذا الخطران يأتي من الخارج كما يمكنه أن ينبعث من الداخل.
وعليه يعرف الدفاع على انه مجمل العمليات الهادفة إلى اختزال و إزالة كل خطر من شأنه أن ينتهك تكامل و ثبات الفرد في بعديه بيولوجيي و نفسيي.


ينصب الدفاع بشكل عام على الإثارة الداخلية(النزوة) وبشكل أكثر انتقائية على تلك التصورات(من هومات) التي ترتبط بها النزوة، حيث تصبح في وضعية قادرة على إطلاق الإثارة إلى الحد الذي يتعارض مع التوازن، ويشكل إزعاج للأنا.يكمن لهذه للانفعالات المزعجة أن تكون اشارة للدفاع أو تجعل منه موضوعا له ( Laplanche J et Pontalis J. B., 1967, P. 108).
تقول آنا فرويد(FREUD.A) أن الدفاع هو نوع من نشاطات الأنا الموجه ضد المتطلبات النزوية، و يدل على وجود صراع حاد بين أنظمة الشخصية (الأنا،الهو،الأنا الأعلى) أو بين إحدى الهيئات والواقع، إلا أن الفرد يستعمل بصفة مستمرة ودائمة عدد من الدفاعات المعتادة التي من شانها رسم ميلاد لسمات الطبع لشخصية غير مرضية. فالدفاع يتأثر بالنزوة التي يهدف إلى ومقاومتها، فإنه يتخذ غالبا منحنى اضطراريا وبشكل لاشعوري (FREUD A.,1990, P.40).
يعد الدفاع من وظائف الأنا و الفرد السوي يلجأ دائما للتخفيف من حدة القلق عن طريق مواجهة صراعاته بحلها ، او عن طريق اللجوء إلى الدفاع مستخدما ما اسماه علماء النفس باليات الدفاع النفسية التي من وظيفتها تشويه ومسخ الحقيقة حتى يتخلص الفرد من قلقه و توتراته الناتجة عن الصراعات وعن الصد و الإحباط ، و التي تهدد أمنه النفسي، و الهدف هو وقاية العضوية(autoconservation ) و الدفاع عنها ، و الإبقاء على الثقة بالنفس ، وتحقيق الراحة النفسية ، وهي محاولات يقوم بها الفرد للحفاظ على اتزانه النفسي و الوجداني. ومن اجل الوصول إلى هذا المبتغى  فهو يستعمل عدة وسائل تدعى بمكانزمات الدفاع:
أهميتها:
ـ تساعد آليات الدفاع النفسي في التغلب على إحباطات الواقع المؤلم والتعامل معه، ويمكن تشبيهها بنظام تصفية وفرز معقد يقوم بتصفية وتنقية وفرز الأشكال المختلفة من المواد لتسهيل التعامل معها.
ـ تلاحظ آليات الدفاع النفسي في الأحلام أو الرهابات  أو الأهلاس أو الخبرات الدينية أو في أشكال التعبير الفني. وكل هذه السيرورات تساعد في تمثل الصراعات النفسية وتخفيف الألم.
ـ آليات الدفاع النفسي هي آليات لا شعورية في أغلبها، فمستخدمها لا يعرفها أو يدركها على أنها آليات دفاعية، على الأقل ليس في اللحظة الراهنة التي يستخدمها بها.
ـ تحرف آليات الدفاع وتنكر وتكبت أجزاء جوهرية من الواقع.
ـ إنها آليات نفسية صحية في غالبيتها، وبقدر ما تبدو للملاحظ الخارجي غريبة ولاعقلانية فإنها دليل على دماغ قادر على التكيف وساع للصحة النفسية. إنها في أغلبها أشكال من التأقلم الفعال مع متطلبات الحياة المرهقة.
أقسامها:
طبيعة الميكانزيم
اهم الاليات
ـ آليات الدفاع الذهانية
الإسقاط الذهاني والإنكار وتحريف الواقع أو تشويهه
آليات الدفاع العصابية
الإزاحة والتبرير أو العقلنة والكبت والتكوين العكسي
آليات الدفاع الناضجة
الغيرية والتصعيد والكظم والحدس والفكاهة
آليات الدفاع غير الناضجة
الإسقاط  والإلغاء أو الإبطال والتفكيك أو الانقسام

 2-  أهم آليات الدفاعية

2-1- الكبـــــت: Refoulement
يعتبر الكبت آلية دفاعية هامة يلجأ إليها الأنا لطرد الدوافع ،الذكريات و الأفكار المؤلمة وإجبارها على التراجع إلى اللاشعور، فماهية الكبت تتمثل في عملية إقصاء من الشعور إلى اللاشعور الخبرات المؤلمة، يعرفه ج برجوري BERGERET.J على انه عملية فعالة تعمل على إبقاء التصورات غير المقبولة خارج الشعور (BERGERT J. et al. 1982, P.112).
 يلعب كبت دورا فعالا وهاما في سير النشاط النفسي ، كما يعتبر محركا أساسيا في اللاشعور ، فمن خلاله يحاول الشخص حماية أناه عن طريق دفع الأفكار و الخبرات التي تتصارع مع مبدأ الواقع إلى حيز اللاشعور وبالتالي يضطر الأنا لأن يصرف باستمرار كمية معتبرة من الطاقة لإبقائه على مستوى اللاشعور ونسيانه (Laplanche P.et Pontalis J.B.,1967, P.394- 395).
ورغم كمية الطاقة المستعملة للحفاظ عليها في اللاشعور إلا أن  المكبوتات تستطيع أن تخلق تصورات بديلة تحاول الصعود إلى سطح الشعور ،بعودة المكبوت على شكل أعراض، وهفوات ، الأحلام و أحلام اليقظة ، فلتات اللسان و زلات القلم أي استطاعت أن تفلت لسيرورات الكبت بمخرج وظيفي مفيد. وعليه يتصف الكبت من الناحية الاقتصادية بالحركة فهو دينامي،لا يتوقف عن نشاط الاستثمار،عدم الاستثمار و الاستثمار المضاد للتصورات الأكثر تنوعا و المرتبط بالنزوات و الوجدانات غير المرغوب فيها لدى الهيئات المانعة (BERGERT J et al.,1982, P.113- 114).
أما من وجهة نظر موقعية: إذا كان الكبت قد وصف في النظرية الأولى عن الجهاز النفسي باعتباره إبقاء خارج الوعي، ففرويد لا يرجع الركن الكابت إلى الوعي،فالرقابة هي التي تقدم نموذج السلطة الكابتة،أما في النظرية الثانية فيعتبر الكبت كعملية دفاعية من قبل الأنا،تكون لاوعيه جزئيا (Ibid, P.394) .
لكن عندما يلعب الكبت دوره بصفة باثولوجية ويتعلق الأمر هنا بفرضية لتوظيف عاصبي أو على الأقل نظام دفاعي بدائي،كما يعتبر الكبت كميكانيزم مبتذل غير انه مكلف جدا للطاقة النفسية،إضافة إلى انه مريح مقارنة بآليات أخرى ( BERGERT J et al., 1982, p.113.


Comments

Popular posts from this blog

اختبار الرورشاخ 01

السينما و الأمراض العقلية فيلم المعتوه

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

نظرية التعلم البنائية المعرفية لجان بياجيه

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

عادل إمام و بلاجيا الأفلام الأجنبية

السيكودراما ؟

تفسير الجريمة عند (أنريكو فيري)

نظرية التعلم المعرفي لجان بياجيه 2