مدخل للعلاجـــات النفسية 02
المقياس العلاجـــات النفسية السنة
الثالثة علم النفس العيادي
الدرس 01: مدخل للعلاجـــات النفسية
لمحة تاريخية:
عندما بدأ الاهتمام بالعلاج كان لغاية قصوى تهدف إلى إنقاص الآلام، و كان ينظر إلى الصحة و المرض و الموت على أنها محكومة من طرف قوى ما ورائية. إذ كان يعتقد أن المرض تعدي الأرواح الشريرة على الإنسان، و لهذا كان العلاج على نفس المستوى سحري أو ديني.و كان يؤخذ المرض أيضا على أنه عقاب نتيجة خطأ ما ! و ذلك في حضارات مختلفة من مصر و الهند...
و لم يبدأ النظر إلى العلاج على أنه تقنيات تقوم على
الملاحظة المخططة العلمية للمرض إلا مع Hippocrate الذي بدأ البحث عن أسبابه بعيدا
عن السحر و الأرواح الشريرة و ذلك في القرن السابع قبل الميلاد. فهو يرى أن جسم
الإنسان يحتوي على الدم و العصارات الصفراوية و السوداوية، و بفضل تفاعل هذه السوائل
و توازنها يكون الإنسان مريضا أو في صحة حسنة. و لهذا فالعلاج يعتمد على إعادة
التوازن لهذه المواد : و ذلك بجعل المريض يتقيأ ( الاستفراغ ) أو يعطى مواد
لتنظيفه، دون الأخذ بعين الاعتبار ما قد ينجم عن هذا العلاج من مخاطر على حياة
الإنسان، و هذا بالاعتماد على المواد الطبيعية.
فالقلق و الاكتئاب و الجنون و الملانخوليا معروفة منذ
القدم، و لكن أسبابها كان يعتقد أنها نفس أسباب الإصابات الجسمية، و لهذا كانت
تعالج بنفس الطريقة.
ثم في عهد الرازي و ابن سينا ظهرت المنشآت
الطبية التي تعالج و تعلم الأطباء الجدد، و ذلك في حوالي القرن
الثاني عشر للميلاد. و مع موسى ابن ميمون ( 1135 – 1204 ) أصبحت الاضطرابات
تفسر بأنها انهيار للتوازن الداخلي للجسم الذي يؤثر في الحالات النفسية و
الجسمية. و يكون علاجه في هذه الحالة حمية غذائية مع محاولة معرفة صفات
المصاب و التحدث معه و معرفة قدراته العقلية.
أما بحلول القرن السابع عشر عندما بدأ الأطباء في اكتشاف
أجهزة الجسم مثل الجهاز الدوراني و الجهاز العصبي و أصبحت النظرة مختلفة فقد تم
الاتفاق على أن العلاج لا بد أن يكون كيميائيا أو سيكولوجيا موجها
نحو كل حالة بصفة خاصة. و هنا بدأت مختلف العلاجات بالظهور.
الدرس 02 : نظرة
عامة على مختلف العلاجات
قبل أن نخوض في مجموعة الطرق العلاجية المتوفرة و المتنوعة حسب المذاهب
التي تنتمي إليها، إرتأينا أن نتعرض في البداية إلى بعض التعاريف.
1- تعريف العلاج النفسي:
يعرفه الدكتور محمد أحمد النابلسي بـ: > أنه وسيلة تهدف إلى إقامة إتصال متميز (خاصة اتصال
كلامي) بين المعالج و بين الشخص المعاني من اضطرابات تكيفية مع الواقع. و ينجم عنه
إدخال تعديلات على الجهاز العلائقي لديه أو لديهم <.
كما يعرفه قاموس لابلونش و بونتاليس كالتالي: > يقابل مصطلح المعالجة النفسية
المصطلح الفرنسي Psychothérapie
الآتي من اجتماع كلمتي : النفس و المعالجة، و تعني المعالجة التي تستهدف إحداث
استجابة بالمؤثرات النفسية بدلا من المؤثرات الجسدية. و من بين ما تشمله هذه
المعالجة إستعمال الإيحاء و الإقناع و إعادة التربية و التطمين
و الدعم و كذلك تقنيات التنويم بالإيحاء .
كما يمكن تعريفه بأنه: > علاج اضطرابات الشخصية باستخدام
الوسائل السيكولوجية أو علاج سوء التكيف أو الأمراض العقلية. و يمكن أن يشترك في
عملية العلاج أرباب عدة تخصصات.
2- تعريف المعالج النفسي:
قد يسمى بالإكلينيكي، و هو الشخص المتخصص في العلاج النفسي معتمدا التقنيات النفسية التي يمارس واحدة أو أكثر منها و التي أجيز له القيام بها.
3- تعريف المتعالج:
لا يحبذ المتخصصون في هذا الميدان استعمال كلمة: مريض للحديث عن المضطرب النفسي، بل استعمال كلمة تكون أقرب للتعبير و الدلالة على شخص جاء يطلب المساعدة النفسية للتخلص من مشكلة نفسية. و لهذا تستعمل كلمة : عميل Patient.
الدرس 03: العوامل المؤثرة في
فعالية العلاج النفسي
و تصنيف لعلاجات النفسية.
دراسة Meltzoff J.:
لقد أظهرت دراسات عديدة فعالية العلاج النفسي مثل دراسة Meltzoff J. في سنة 1969، حيث أجرى دراسة على
42 راشدا مصابين بعدة اضطرابات كالعصاب أو اضطراب السلوك أو الذهان الكامن. مع
العلم أنه أجرى عليهم قبل البدء في العلاج :
§
إختبارات
§
دراسة لشخصيتهم
§
دراسة لمحيطهم المباشر
§
دراسة خصائص المعالج
ثم اتبع عدة أنواع من العلاجات، و قام بقياسات بعد نهاية
العلاج الذي استمر مدة سنتين، و في النهاية توصل إلى النتائج التي تفيد بأن العوامل
التي لها تأثير على فعالية العلاج تتمثل في ما يلي:
§
قوة الأنا عند المصاب قبل البدء في العلاج.
§
خبرة المعالج
§
نوعية التقنيات المستعملة.
§ بعض الحوادث التي تحدث في محيط المصاب.
يتبع بالجزء الثالث
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر