العلاجات النفسية الجزء الثالث



 العلاجات النفسية الجزء الثالث

  دراسة Sloane :

أجرى دراسة على 94 راشدا مصابا بالعصاب، تم توزيعهم على 03 أفواج:

§       الفوج الأول طبق معهم تقنية العلاج المستوحى من التحليل النفسي PIP

§       الفوج الثاني طبق معهم تقنيات العلاج السلوكي بمعدل 14 حصة لكل مريض.

§       الفوج الثالث تركهم دون علاج.

و استمرت الدراسة 04 أشهر. و طبق الباحث اختبارات سيكاترية و نفسية معمقة قبل بدأ العلاج و بعد نهايته. و سنة كاملة بعد ذلك لاحظ الباحث النتائج التالية:

§       الأفواج الثلاثة كلها تحسنت حالتها.

§       كان تحسن الفوجين الأول و الثاني أكثر وضوحا من الفوج الثالث.

§       لا يوجد فرق بين الفوجين الأول و الثاني في التحسن.

§       استمر هذا التحسن كل السنة.

العوامل الإيجابية المشتركة في كل العلاجات:

بما أن جميع الاضطرابات النفسية قد تشفى بالتعرض لعلاجات مختلفة، فلا بد أن هناك عدة عوامل إيجابية مشتركة بين جميع العلاجات النفسية.

تكلم الباحث Hans Fruts عن عدة عوامل مثل:

§       العلاقة التي تجمع بين المعالج و المتعالج و التي تتميز الحرارة و بالتقبل لحالة المصاب و ذلك حسب استعداد المتعالج.

§       شخصية المعالج التي تضاف إليها خبرته، فالمصاب يلتقي بشخصية أعلى من شخصيته و أكثر قوة تدفعه إلى التغير و التقدم

أما الباحث Jérôme Frank فيرى أن العامل الإيجابي المشترك للعلاجات النفسية هو الأمل الذي يتولد لدى المتعالج.

و يرى Samuel Novey أن إعادة بناء القصة الشخصية للمصاب و التي يقوم بها بنفسه خلال العلاج و بمساعدة المعالج توصله إلى اكتساب نظرة جديدة عن نفسه و عن عالمه

 

أما Paul H. Wender فيتكلم عن الحلقة المفرغة التي يدور فيها المصاب طالما لم يساعده المعالج على كسر هذه الحلقة و الخروج منها.

 

أما Marmon فيجمع العوامل الإيجابية في ما يلي:

1.    العلاقة الحسنة معالج/متعالج

2.    نقصان الضغط الراجع للأمل : المصاب وجد من يساعده.

3.    التوصل إلى فهم الذات بطريقة أفضل

4.    إشراط إجرائي يؤدي إلى تبني نظم سلوكية أكثر فعالية.

5.    تقمص المعالج و منه الواقع.

6.    الدعم الانفعالي من طرف المعالج و من طرف محيطه.

عوامل فشل العلاج (العوامل السلبية):

من خلال الدراسات تبين أن 5% فقط من المتعالجين تسوء حالتهم بعد العلاج النفسي. و من بين العوامل التي تساهم في فشل العلاج نذكر:

1.    عوامل خاصة بالطريقة المستعملة: مثل

§       التنويم المطول يؤدي إلى حالة تعلق طفلي بالمعالج، و نجد هذا التعلق كذلك في حالة التحليل المطول.

§       الطرق المباشرة التي تضع المفحوص مباشرة في مواجهة مع صورته السلبية
( كلام على المسجل، فيديو ) و التي تكون صادمة للمتعالج و تعزز مقاومته.

§       العلاجات الجماعية التي قد تؤثر سلبيا على بعض أفراد الجماعة إذا لم يكن متحكم فيها، و تؤدي إلى ظهور بعض الاضطرابات النفسية.

2.    عوامل خاصة بالمعالج:

تتمثل في إمكانية إيقاظ مخاوف أو وساوس لدى المتعالج من خلال:

§       هيأته الجادة

§       صوته المقلق.

§       الأسئلة الموجهة.

§       التشخيصات التي قد توحي بخطورة الحالة و عدم إمكانية علاجها.

تصنيف العلاجات النفسية :

تعددت واختلفت العلاجات، خصوصا بعد زيادة الحاجة إليها في هذه العصور الصعبة التي يبلغ الضغط فيها أوجه. و قد ظهرت عدة محاولات لتصنيفها على عدة أسس مثل تصنيفها إلى:

 

العلاجات الفردية             مقابل           العلاجات الجماعية.

علاج الأسباب                 مقابل           علاج الأعراض.

علاج التدعيم                  مقابل           علاج إعادة البناء.

العلاجات المطولة             مقابل           العلاجات المختصرة.

العلاج العميق                  مقابل           العلاج السطحي.

العلاج الموجه                 مقابل           العلاج غير الموجه.

علاج الفرد                     مقابل           علاج البيئة.

العلاج المرن                   مقابل           العلاج الملتزم.

العلاج العاطفي                مقابل           العلاج المعرفي و العلاج السلوكي.

 

و سوف نختار على سبيل المثال التصنيف النفسي المنهجي و هو كالتالي:

ينقسم إلى قسمين أساسيين هما الفردي و الجماعي. و كل منهما ينقسم بدوره إلى عدة فروع.

الدرس 04 : العلاج الكيميائي

 

بدأ استخدام العقاقير في علاج الاضطرابات النفسية منذ فترة مبكرة، و بدءا من الخمسينات أصبح أكثر انتشارا في المصحات العقلية، حيث أعطى تعاونا أحسن من طرف المرضى العقليين، و كان ينسب الاضطراب العقلي إلى أسباب عضوية. كذلك قلل العامل الكيميائي من النزلاء في المصحات و سرع من خروجهم منها، غير أن نسبة العودة إليها زادت كذلك.

و لا شك بأن العقاقير تؤدي إلى تغيرات سلوكية واضحة : فالمهدئات التي تستخدم مع المرضى العقليين تحول المهتاجين و العدوانيين إلى أشخاص هادئين، بينما تخفف العقاقير المضادة للقلق من التوترات العضلية و تساعد على النوم و القابلية للتغيير الإيجابي. غير أن تأثيرها ليس شاملا، و لهذا لا بد أن تصاحبها أساليب علاجية أخرى و برامج وقائية. و من أخطارها أنه يمكن الإدمان عليها. كذلك يمكن استعمال عقاقير منبهة لرفع الحالة المزاجية و زيادة التيقظ ( تستعمل عند الطلبة و الرياضيين ). و هي لا تخلق الإدمان الجسمي بل الاعتياد النفسي. و يخلق الاستعمال المطول التوتر و القلق و الارتعاش.

و العقاقير لا تعالج المشكلات و لكن تحقق هروبا مؤقتا منها. و قد يستجيب الأشخاص بطريقة مختلفة لنفس العقار ( مثل الفاليوم )، قد يكون شعورا بالبهجة و الانتشاء أو شعورا بالحزن و الكآبة، لهذا لا بد من فهم عميق للشخصية قبل إعطاء العقار. فإذا كان لا بد من استعمال العقاقير فلا مفر من مواجهة مصادر الاضطرابات و استخدام أساليب أخرى للعلاج لمواجهة المشكلات النفسية و الاجتماعية و التدريب على العلاقات الاجتماعية و التفاعلات البناءة مع الآخرين.

 

              يتبع بالرابع

Comments

Popular posts from this blog

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

المحتوى الكامن والمحتوى الظاهر للوحات الرورشاخ

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

اختبار الرورشاخ 01

خرافة السحر

الاشاعة و سيكولوجية الجماهير

البنية النفسية حسب بارجوري

ملخص العلاجات النفسية المنشور 05

La Regression /النكوص