راسبوتين بين القداسة والدناسة
راسبوتين وسقوط القياصرة
القاتل أو السفاح أربعة أنماط، النمط الأول هو القاتل السياسي و يقترف
جريمته لأسباب سياسية. أما النمط الثاني فهو القاتل الأناني Egocentrique ذو الأنا
المتضخمة و الهدف من ارتكاب جريمته هو البحث عن الشهرة و الاهتمام خاصة ، النمط الثالث السيكوباتي الفوضوي الذي يزرع
الرعب على مسرح الجريمة . النمط الأخير هو
المضطرب عقليا و غاليا ما ينون لديه هلاوس تدفعه لارتكاب جرائمه (Ed Napier. 2005).
قصص جرائم القتل Homicide تتشابه في أركانها التي
تتمثل في الجثة ، أداة الجريمة و الدافع ،و تختلف في ايكولوجيتها ، فراسبوتين الراقي
المشهور الذي قتل في روسيا في القرن الثامن العشر و الذي ذاع صيته مثل باقي رقاة
العالم .
لجريمة قتل
الرقاة فرضيتان إما إن تكون جريمة عاطفية Crime
passionnelle أو جريمة اعتقادية
Criminal Minds,S1E18,2005)).
أما الجريمة
العاطفية فغالبا ما تكون مع سبق الإصرار و الترصد و ذلك بسبب الضعف الجنسي الذي هو
مثابة الدافع و تبقي الخيانة الزوجية هي العامل المفجر.
إن استعمال السكين أو أداة حادة في عملية القتل يكون
بمثابة البديل عن القضيب و عقدة الاخصاء و الطعنات المتكررة هي تعويض للإيلاج الذي
يُصل الفاعل إلى النشوة الجنسية La
Jouissance و كانت في هذه الجريمة
مؤشر على الغضب الشديد كرمزية تحطيم جسد الغريم (علم النفس الجنائي،2013).
أما جريمة
الاعتقاد فهي ذات علاقة وطيدة بالسياسة او الصراعات الايديولوجية حيث يتم تخوين
الغريم و شيطنته من خلال طرح افكار مضادة.
بين طرفة عين
و انتبهتا اصبح " راقيا " مشهور و احتل مكانة مرموقة عند صُناع
القرار في قصر التسار "نيكولاي"
و قيل انه كان يصول و يجول في القصر مثل جنرات الحيش الروسي .
ثارت ضغينة القساوسة لانه اضحى يهدد مصالحهم تجسسو
عليه و فتربصو به فقامو بوشايته
"لتسار" و نفثو في اذنه عبارة " انه ينام مع زوجتك و في مخدعك "يعني
وطأ "راسبوتين" السيدة الأولى للبلد !
فلاش باك:
ولد غريغوري
يافيموفيتش راسبوتين في 21 جانفي من عام 1869 بسيبيريا في عائلة مزارعين بسطاء
فنشأ مزارعا قبل أن يبعث به والده لدير ليتحول إلى الرهبنة و يتخلص من الانفاق
عليه كون الدير يضمن المأكل و الملبس( كولن. 1994).
كانت طفولته بائسة لقد تربى في كنف أم شريرة للغاية،
و الرقاة بصفة عامة عاشوا طفولة بائسة دون استثناء.
تتشابه أيضا قصص
بدايتهم مع العلاج الروحي مثلا الواحد منهم التقى في طفولته المبكرة بالطاوس ملكة الغابة ، أما
راسبوتين فإلتقى بمريم الغذراء في تايغا سيبيريا.
على العموم يعتقد
انه كان مصاب بالصرع الصدغي و الذي من أعراضه
الهلاوس السمعية و البصرية و من حين لأخر هلاوس حسية، من بين تلك هلاوسه كان يكلم مريم العذراء و يسمع مناجاة
الملائكة له .
كان للقيصر
نيقولا الثاني ، ولد اسمه الكسي ، المصاب "الهيموفيليا" او سيلان الدم فلما
يأس من علاجه الطبي استنجد بالكنيسة مثل باقي المؤمنين ،من اجل طلب الرقية لابنه فأرسلت الكنيسة له راسبوتين.
تمكَّن
راسبوتين من تخفيف معاناة ألكسي بكل مقاييس العلاج انذاك ،بعدما ان منع عن الطفل الاسبرين
التي كان يعالج بها كمسن للالم. كانت
الأسبرين علاجاً مخترعا حديثا ومبتكراً في
أوائل القرن العشرين. كانت توصف لعلاج العديد من الأمراض. و بالتالي توقف السيلان
من تلك الجروح. بالإضافة إلى ترتيل آيات من العهد القديم و بعض حصص التنويم المغنطيسي
الذي ساعده على هدوئه.
تيقن القيصر
بأنَّ راسبوتين هو الشخص الوحيد الذين بإمكانه علاج مرض ابنه،كما ازداد تأثيره على
العائلة المالكة باكملها بشكلٍ سريع.
امتنت "الكسندرا"
زوجة القيصر لقوى راسبوتين السحرية
وصلواته التي اشفت ابنها . ولانها كانت دائمة الحضور اثناء المراسيم جلسات الرقية فكانت
تنتابها بعض التشنجات الهستيرية إثناء التطيير و راسبوتين يعالج ابنها ، شفيت الكسندرا
من تلك نوبات .
انتشرت
الأقاويل في تلك الأثناء حول سلوك راسبوتين الداعر في كافة أرجاء سانت بطرسبرغ،
كان يسكر بشراهة، ويرتاد دور البغاء، وذاع أنَّه كان يُغوي سيدات المجتمع بوعظهن
بأنَّه بالخطيئة فقط يمكنهن أن يجدن الخلاص!
عارضته
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ووردت إلى القيصر تقارير سرية توثق ممارسته الفجور.
ورغم ذلك، رفض القيصر "نيكولا" إبعاد الراهب خارج البلاط الملكي، وقال
لرئيس وزرائه: « أفضِّل وجود عشرة مثل راسبوتين على واحدة من نوبات الإمبراطورة
الهستيرية»
إذن اعتباروه
مشعوذا و استحوذ على تقدير القيصر وحب السيدة الأولى و بتالي اخذ مكان القساوسة في
القصر. تم اغتياله عن طريق السم تارة و رميا بالرصاص تارة أخرى إلا سقط في النهر متأثرا
بجراحه و مات غرقا لأنه لم يكن يجيد السباحة (ديفيز. 1994) .
1- لي ، ديفيز.(1994).عشرون
اغتيالاً غيرت العالم. مصر: الدار المصرية للنشر و الإعلام.
2- كولن ،ولسون.(1994). راسبوتين وسقوط القياصرة .الاردن : الاهلية
للنشر و التوزيع.
3- Criminal, Minds, Ed Napier. (2005). Somebody's Watching. USA:CBS. s1- e18. EzyDVD.
Comments
Post a Comment
تسعدني تعليكاتكم و ليتكم تطرحوا اسئلتكم و ماذا تردون ان انشر