االسلوك الجنسي الطفلي



 الجنسية  لدى الأطفال



يعاني الأطفال من بعض السلوكات الجنسية التي تتمظهر على شكل حالات مرضية يمكن أن تؤثر على الحياة النفسية للطفل وهي من أكثر المشكلات الجنسية شيوعا في مرحلة الطفولة حيث انها تقلق الآباء والأمهات الى درجة كبيرة .و عندما تتعقد هذه المشكلات و تستمر و تتكرر عبر الزمن تصبح اضطرابات و من هذه الاضطرابات الجنسية الشائعة نحصي ما يلي :
 1- ممارسة العادة السرية  Masturbation:
العادة السرية هي إثارة ذاتية للجسم من خلال مداعبة المناطق الحساسة جنسياً ولاسيما الأعضاء الجنسية ، مما يؤدي إلى ازدياد الإثارة تدريجياً ، ولا يصاحب ذلك خيالات ذاتية جنسية متنوعة كما هو الشأن عند البالغين.
و تحدث هذه الظاهرة بسبب استفاقة الفضول الجنسي عند الطفل بشكل عفوي و عندها تطفو آثار العادة السرية الموروثة عن الإنسان القديم ، حيث يتمثل هذا السلوك في ملامسة او مداعبة الاعضاء التناسلية . يتجلى هذا السلوك ابان المرحلة القضيبية التي تُّعتبر و احدة من أهم المراحل تطور الحياة النفسية للطفل.
ما يشدٌّ انتباه و تركيز الطفل في هذه الفترة هو وجود القضيب أو غيابه حيث يقارن نفسه مع والديه و يتساءل لماذا للذكور قضيب و لا يوجد عند النساء، حيث تبقى هذه القضية لغز تربوي و ثقافي.

ينتقل في هذه المرحلة مركز الإحساس باللذة من منطقة الفمية إلى الأعضاء التناسلية و يتمركز حول فكرة وجود أو غياب القضيب و اثناء هذا الطور نرى بدأ النشاط الإستمنائي- بدون قذف - و يلاحظ الأهل أثناء اللعب و الاستحمام بملامسة الأعضاء التناسلية، أو بحك الفخذين.
و تطرح البنت أسئلتها لماذا لا تملك الإناث قضيبا. وهل سيظهر عندها يوما مثل قضيب والدها أو أخوتها. كما انها لا تستطيع مشاهدة فرجها و مهبلها لأنهما داخليين. ينصح اثناء هذه المرحلة بتعليمها أنها تملك مثله و يمكن أن تلامس بظرها، أو نفهمها أن ما يملكه الذكر من الخارج، تملكه هي من الداخل. و اذا كان لها أخ ، لا ينصح أن تفهم بأن الذكر يملك شيءً لا تملكه و إلا سيغلبها الذكر بفوقتيه القضيبية. الصبيان يتبارون أيضا بالأحجام منذ الصغر و يفتخرون بأنهم يستطيعوا التبول بعيداً. و عندما يلاحظ الصبيان أن أمهم لا تملك القضيب يتولد عندهم الخوف من أن يفقدوه، لذا يلمسوه باستمرار، و هذا ما يخلق عند الفتاة عقدة الخصاء و في ما بعد عند الذكر.
يظن الطفل أن العادة السرية مسألة مألوفة وليست ظاهرة مرضية طالما أنها تنتشر بين المراهقين ويتوقف النضج الجنسي عند الاطفال على انتشار أمثال هذه العادات وتطورها في حياتهم، ويبدأ كل طفل حياته الجنسية بممارسات يطلق عليه تجاوزا اسم العادة السرية، و المعروف أن كل طفل يتأثر سلبا أو إيجابا من الناحية الجنسية بعلاقته بأبويه، وقد اصطلح على إطلاق اسم (الموقف الأوديبي) على هذه العلاقة وتتولد عنها صراعات قد يحلها الطفل حلا سويا بمساعدة الأبوين، أو قد لا يفلح في حلها فتستمر معه إلى النضوج وما بعده، وكثيرا ما يحدث أن يأخذ الطفل عن الكبار المفاهيم الجنسية الخاطئة، وهو يؤاكلهم وينام معهم ويعيش بينهم حتى يلتقط منهم كل القيم والسلوكيات الجنسية دون أن يعي ذلك، وفي كثير من الحالات ينام الصغار مع الكبار في حجرة واحدة، وقد يعيش الطفل مع أمه وينام في سريرها وتتصرف معه تصرفات فيها كثير من المحبة، فتوقظ فيه كوامن الجنس المبكرة، ويكتشف الاطفال لذة تناول الاعضاء الجنسية باليد مبكرا جدا وذلك نحو السنة الأولى أو الثانية، واستمناء الأطفال في هذه السن ليس كاستمناء الكبار، من حيث أن الطفل لا يمني بالفعل لأنه لم يبلغ بعد إلا أنه مع ذلك يأتي سلوك الاستمناء ويمارسه وتتحصل له اللذة الجنسية وينتصب قضيب الطفل وكذلك ينتصب بظر البنت، إلا أن الاطفال في مرحلتي النمو الفمية والشرجية لا تكون لهم تصورات ويبدو أنهم يكتفون باللذة الحسية المتحصلة، ولكنه إذا تجاوز المرحلة الفمية والمرحلة الشرجية ويدخل في المرحلة القضيبية فانه يبدأ يتصور الفعل الجنسي ويتخيل أن له موضوعا للممارسة الجنسية.
كثير من الأطفال يبادرون بالقيام بتلك العادة كجزء من الفضول الطبيعي تجاه أجساده و القصد منه معرفة اجسادهم. و يواليها الشعور بالسعادة حيث يتعلم الأطفال بسرعة ان ملامسة الأعضاء تملؤهم سعادة و لذة.
ان من مهام الجهاز النفسي خفض التوتر و ارجاعه الى ادنى مستوياته لذى يرجع الكثير من الأطفال الى ممارسة العادة السرية - الملامسة- كي تقلل من التوتر وغالبًا ما يمارسها الأطفال عند الشعور بالضيق، الملل، أو حتى التعب.
 2- الاستبصارVoyeurism: من الطبيعي ان يقوم الطفل بالتلصص على الراشدين بدافع الفضول خاصة خلال وضعيات يكون فيها هؤلاء مختبئين عن الأنظار فان شاهد ابويه يقومان بتبادل القبل او العناق أو ما شابه ذلك من سلوكات جنسية يحاول التجسس و استراق البصر عليهما و يصبح هذا التصرف شغله الشاغل.
ما يٌّولد عند الطفل في هذه المرحلة الفضولية الجنسية فيستغرب و يتلصص على ما يجري بغرفة نوم الوالدين . حيث يتخيل في البداية أن النشاط الجنسي عند والديه أنه نشاط عدواني سادي من جراء ما يصاحب المعاشرة الحميمية من اصوات و حركة .
و يتولد عنده استهام المسرح الأوليFantasy of the primitive scene، سواء شاهد والديه اثناء المعاشرة أو يتخيلهم يمارسون الجنس. يمكن لهذا السلوك أن يتطور الى اضطراب نفسي خطير يمقته المجتمع.



 2- اللعب الجنسيSexgames:
يكون الدافع الجنسي الشبقي قوياً لدى الاطفال قبل البلوغ و قد يحصل بينهم سلوك جنسي قد يكون سببه حب الاستطلاع و الفضول ، ضغط الاصدقاء ، مشاهدة العلاقات الحميمة بين الوالدين أو البرامج على التلفاز من أغاني و افلام و مسلسلات أو الانترنت.
يتخذ السلوك الجنسي للأطفال قبل المراهقة مدىً واسعاً من الحالات كالألفاظ و الحركات الجنسية والعرض الجنسي بكشف ، والأعمال الجنسية المثلية.
تبدو الملاعبة الجنسية عند بعض الاطفال على شكل خلع الملابس أو الكشف عن جسم الصديق في أثناء لعبة الطبيب أو لعبة العريس والعروس، غالبا ما تنتشر هذه الظاهرة بين سن الرابعة والسادسة، إذ أظهرت بعض الأبحاث أن الملاعبة الجنسية مع الجنس الآخر ترتفع من %5 في سن الخامسة إلى حوالي %33 في سن الثامنة، كما تبين أن%65 من الصبيان ينغمسون في هذا النوع من النشاط في سن الثالثة عشر، وقد أفاد الراشدون الذين شكلوا العينة لدراسات (كنسي) والتي حاولت استقصاء سلوكهم الجنسي في أثناء طفولتهم بأنهم نشأوا في جو أقل تسامحا من حيث الامور الجنسية عما هو سائد اليوم فقد كان السلوك الجنسي الذي مارسوه في طفولتهم يستلزم عقابا قاسيا وأن عملية كبت جنسيتهم في مرحلة الطفولة لم تنجح في تحقيق أهدافها على المستوى الشخصي، كما تبين أن كبت الدافع الجنسي عند البنات في مرحلة الطفولة والمراهقة يشكل أحد العوامل الاساسية للبرود الجنسي في حياة الراشدين مستقبلا.
 3 - اكتشاف الاعضاء التناسلية واللعب بها:
أمر طبيعي، إنما في حال المبالغة يجب المساعدة في التغلب على المشكلة التي دفعته إلى هذه الممارسة فالطفل الذي اكتشف هذا النوع من اللذة، يجب أن تحول لذته إلى لذات أخرى خارج جسده واللعب هو الحل الأفضل، فالتربية الجنسية لا تفيد هنا، كما لا يجوز أن يعاقب الطفل بل يجب إفهام الأهل أن ممارسة هذه العادة لا تحدث أمراضا عصبية، لكن اضطهاد الأهل للطفل يمكن أن يحدث أمراضا نفسية واضطرابات عاطفية لديه.


Comments

Popular posts from this blog

مراحل تحليل الرائز TAT المنشور 02

البنية النفسية حسب بارجوري

المحتوى الكامن والمحتوى الظاهر للوحات الرورشاخ

اختبار تفهم الموضوع TAT المنشور 01

السيكودراما الجزء الاول

بطاقة قراءة كتاب " تاريخ علم النفس و مدارسه "

اختبار الرورشاخ 01

الجهاز النفسي

البيدوفيلايا المتسلسلة .Pédophile en série