متلازمة "قابيل و هابيل"
متلازمة "قابيل و هابيل"
او
عقدة الصراع المرير
العقد
النفسية بدون شك موجودة في كل الإنسان بنسب متفاوتة ، فهي تتبلور مع مرور الوقت وقيام الإنسان
ببعض الأفعال المُحفزة و المعززة للعقدة، أما الظهور الحقيقي للعقد وتوثيق لها تم بفضل
العلوم الاجتماعية و الإنسانية و علم النفس بالتحديد .
و أشهر هذه العقد هي عقدة أوديب و التي يُمكن اعتبارها بلا شك العقد الأقدم والأكثر
دراسة من قِبل علماء النفس و نوابغ الدراما ، وتلك العقدة الشهيرة تتناول العلاقة السلبية
بين الابن والأب . و تاليها عقد اليكترا التي تتناول العلاقة السلبية بين الأم و
ابنتها.
بفضل
ميكانيزم الإزاحة الذي غير الابن
بفضلها علاقته السلبية مع الاب قناع
الطاعة ، نجده يسعى جاهدًا في محاربة (منافسة) باقي الأشقاء من
أجل الحصول على رضى الآباء، فهو يبدو شبه متيقن من أن هذا لا يتحقق إلا بذاك،
بمعنى أنه إذ لم يقم بمحاربة أشقائه فلن يتمكن من كسب حب والديه، وطبعًا قد تطور
تلك العقدة المخيفة إلى محاولة الشقيق لقتل شقيقه عنويا في اغلب الاحيان جسديا
نادرا، تعود جذورها الضمير الجمعي الذي
مازال يحتفظ بتراجيدا الصراع الذي قام بين
أشهر شقيقين في التاريخ، هابيل وقابيل الذي نتج عنه متلازمة شهيرة.
انها
متلازمة "قابيل و هابيل" في الطرح التوراتي و "ابني آم"
افي الطرح القراني اساسها الشر المطلق المغروس في نفوس البشر و المشفر على الجينوم . بفضل الاديان
السماوية و نتائج العلوم الانسانية تم السيطرة عليه و قمعه و لكن من حين لأخر
تطلعنا وسائل الاعلام عن ممجزة قام بها شخص مجهول امام مدرسة او معتوه قام بمذبحة
امام قاعة سينما دون سابق انذر في معظم الحالات تقيد هذه الحالات ضد مختلين عقليا . و في الحقيقة هي تجليات متلازمة قابيل و
هابيل.
تظهر هذه المتلازمة على المستوى الاسري في الغيرة بين الاخوة
الذكور في صغرهم ثم تنتقل هذه الغيرة بين الاخوات و الاخوة المتزوجين و سرعان ما
تصل بين الوالدين و الابن الاكبر ان اراد الاستقلال و خروج من الاطار القديم .
اما
على المستوى المهني تتجلى بين الاكفاء و الوصوليين من العمال او الموظفين
او الاطارات فتظهر التكتلات داخل المنظمة و يختل الاتصال النازل و الصاعد تكثر الإشاعات
.
اما
على المستوى السياسي فهي تتلخص في اختلال موازين القوة بين المواليين و
المعارضين فتظهر على شكل وشاية و تشويه و تنتهي بالتخوين. الهدف الأساسي لهذه
المتلازمة هو سحق الخير و تكريس الشر و الفساد.
هابيل لما فكر انه خير من أخيه لم يكن يعلم انه سوف يصل إلى اغتيال أخيه ، و
الاغتيال نوعان اغتيال جسدي الذي يسحق جسد
الأخر و يرديه قتيلا ،و الاغتيال معنوي الذي يبقى الفرد على قيد الحياة حتى انه
يتمنى لو مات لكان أفضل.
حاسب نفسك كم اغتلت من احد ؟
لو بحثنا وراء أسباب تنامي مشاعر الغيرة والحقد والحسد بين
الأشقاء داخل كثير من الأسر و بين افراد المجتمع لوجدنا آباءً و المسؤولين لا يطبقون
العدل بين رعياهم، أو أمهات لا يستطعن إخفاء ميولهن القلبية تجاه بعض أبنائهن أو بناتهن
. . وهكذا يغرس الآباء والأمهات مشاعر الغيرة والحقد والحسد بين أبنائهم، لتحل هذه
المشاعر البغيضة محل مشاعر المودة والرحمة التي يجب أن تسود بين الأشقاء.
إن هذه المتلازمة تتكرر
يوميا بين
السارق و المسروق، بين الغني و الفقير و بين
الطيب و الشرير.
Merci pour l'article
ReplyDeleteتسعدني تعليكاتكم
Delete