الميكاننيزمات الدفاعية تحتل الميكاننيزمات الدفاعية النفسية مكانة هامة في نظرية التحليل النفسي، بوصفها جزءاً من الدفاع التي يمتلكها الأنا في تعامله مع الواقع الداخلي و الخارجي، ومحاولته الدائمة للتوفيق بين متطلبات الواقع الخارجي واندفاعات الهو و نواهي الأنا الأعلى. فعندما يعجز الأنا عن التوفيق بين الواقع الخارجي واندفاعات الهوا ونواهي الأنا الأعلى ينشأ الصراع. وعندما يفشل الأنا في حل الصراع تتحول الطاقة النفسية المتضاربة للصراع إلى القلق اللاشعوري الغامض، الذي يشكل تهديداً للأنا أو للشخصية. ومن أجل صد هذا القلق الغامض والتغلب عليه يقوم الأنا بحشد وسائل الدفاع النفسي التي تخفف من حدة القلق. وعندما ينهار الأنا تحت وطأة ضغط الواقع الخارجي واندفاعات الهو ونواهي الأنا الأعلى الذي يشكل الرقيب يحدث المرض أو الاضطراب النفسي، حيث يصبح الدفاع غير الناضج أو العصابي أو الذهاني هو الشكل الغالب. ويعد فهم الدفاع النفسي وشكله والتعامل معه جزءاً مهماً في عملية التحليل النفسي، وفي فهم العلاقة العلاجية التي تسود بين المعالج و المتعالج. وعندما يفهم المريض الدوافع اللاشعورية الكامنة خلف سلوكه وبالتالي...